حل الدرس السادس غزوة الاحزاب لمادة التربية الاسلامية ديني حياتي للصف الثامن الفصل الدراسي الاول المنهج العماني الوحدة الاولى

نقدم لكم حل الدرس السادس غزوة الاحزاب لمادة التربية الاسلامية ديني حياتي للصف الثامن الفصل الدراسي الاول المنهج العماني الوحدة الاولى

عندَما أجلى النبيُّ يهودَ بني النضيرِ من المدينةِ المنورةِ بسببِ خيانتِهم وتآمرِهِم، توجَّهَ وَفْدٌ منهم في السَّنةِ الخامسةِ للهجرةِ برئاسةٍ حُييٍّ بنِ أخطبَ إلى قريش وغطفانَ وبعضِ القبائلِ المجاورةِ؛ يؤلِّبونَهم على قتالِ المسلمين، ويَعِدُونَهُم بالنَّصرِ عليهم، حتَّى أنَّهم وعدوا غطفانَ بنصفِ ثمارِ خيبرَ لإغرائِهم بالمشاركةِ، فاستجابوا لذلِكَ، فقد أيقنوا بعدَ مُصادماتٍ كثيرةٍ مع المسلمين أنَّهم لا طاقةَ لهم على قتالِ المسلمينَ واستئصالِ الإسلامِ، وقد مرَّغَ المسلمونَ سمعتَهم، وضيَّقوا عليهم تحرُّكاتِهم، فوجدوا في تحزبِهم فَرَصةً سانحةً لردِّ اعتبارِهم، فخرجوا في جيش ضخم قوامُهُ عشرةُ آلافِ مقاتلِ بقيادةٍ أبي سفيانَ، واتَّجهوا نحوَ المدينةِ على ميعادٍ كانَ بينَهم.

ولمَّا بلغَ خبرُهم النبيَّ شاورَ أهلَ الرَّأْي من أصحابِه في القتالِ داخلَ المدينةِ أو خارجَها، فَرَجَحَ رأيُ القتالِ داخلَ المدينةِ؛ فمشهدُ يومٍ أُحُدٍ والقتالِ خارجَها لازالَ حاضرًا، ولكنَّ رأيًا جديدًا بَرَزَ إلى التخطيطِ العسكريِّ في ميدانِ القتالِ، وهو رأيُ الصحابيِّ سلمانَ الفارسيِّ ، إذ أشارَ بحفرِ خندقٍ يحتمونَ خلفَهُ، فَأُعْجِبَ رسولُ اللهِ بهذا الرأي.
درسَ النبيُّ جغرافيةَ المدينةِ المنورةِ، وأَمَرَ بحفرِ الخندقِ في الجهةِ الشماليَّةِ؛ فهي الجهةُ الوحيدةُ المكشوفةُ، التي يتوقَّعُ أَنْ تدخلَ منها جيوشُ الأحزابِ، وأما باقي الجهاتِ فمحاطةٌ بالجبالِ، وقَسَّمَ النبيُّ العملَ بينَ المهاجرينَ والأنصارِ عشراتِ، حثَّى أتمُّوا الحفرَ في أيام معدودةٍ بمسافةٍ طويلةٍ وعمقِ كبيرٍ يصعبُ اختراقُه بالخيولِ، وكانوا يعملونَ بهمَّةٍ وعزيمةٍ رغمَ ما يعانونَه من الشدَّةِ والتعبِ والجوعِ والبردِ، وكانَ النبيُّ يشاركُهم، ويفتِّتُ ما عجزوا عنه من الصخورِ، ويبشِّرُهم بالنصرِ، وينشِدُ معهُم؛ ليحفِّزَ الهممَ ويخفِّفَ التَّعبَ، كما كانَ يدعو اللهَ بالنَّصر وهزيمةِ الأحزابِ.
تَجَهَّزَ المسلمون للقتالِ بنحو ثلاثةِ آلافِ مقاتل، وأخذوا يحرسونَ الخندقَ على امتدادِه حراسةً قويةً، وجمعَ الرَّسولُ النساءَ والأطفالَ في بيوتٍ آمنةٍ داخلَ المدينةِ، فقد كانَ منتبِهًا لإمكانيةِ غدرِ اليهودِ كعادتِهم، فقد بقِيَ في المدينةِ إحدى طوائفِهم وهم بنو قريظةَ، وفي ذلك الوقتِ الحرج انسحبَ المنافقونَ بدعوى أَنَّ بيوتَهم تحصيناتُها ضعيفةٌ، وقاموا بدورِ التثبيطِ عن القتالِ والتشكيكِ في النَّصرِ.
عندما وصلتْ جيوشُ الأحزابِ كانتْ تخطِّطُ لاجتياحِ المدينةِ من جهةِ الشمالِ كما تنبَّأَ الرَّسولُ ، ولكنَّها فوجئتْ بالخندقِ، فلَمْ تكنْ تتوقعُ هذه الخطةَ، ولَمْ تخطرْ لها على بالٍ، فوقعوا في حَيْرةٍ وربكةٍ، وفشِلتْ خطتُهم المرسومةُ، وجُنَّ جنونُ أبي سفيانَ، حيثُ لَمْ تكنْ له ولا لقومِه خبرةٌ بقتالِ الخنادقِ، فأخذوا يحومونَ أمامَ الخندقِ بحثًا عن نقطةٍ ضَعْفٍ لاختراقِه فلَمْ يجدوا، وأخذَ المسلمون يرشقونَهم بالنَّبْلِ، ويرمونَهم بالحجارةِ؛ حتَّى لا يَقْتحموهُ.
في هذا الوقتِ العصيبِ، تواصلَ حُييُّ بنُ أخطبَ معَ بني قريظةَ وأخذَ يُلِحُّ عليهم، ويغريهم بالانضمام إلى جيوشِ الأحزابِ، وصوَّرَ لهم أنّها نهايةُ الإسلام والمسلمينَ، ومع هذا الإلحاح والإغراءِ نقضَ بنو قريظةَ العهدَ الذي كانَ بينَهم وبينَ الرسولِ ، ووصلَ هذا الخبرُ إلى المسلمينَ، فزاغت الأبصارُ، وبلغت القلوبُ الحناجرَ، عِنْدَ ذلك فكَّرَ الرسولُ باستمالة قبائلِ غطفانَ بإعطائِهم ثلثَ ثمارِ المدينةِ على أَنْ يرجِعوا فتضعُفَ قوةُ الأحزابِ، فاستشارَ زعماءَ الأنصارِ فأشاروا بغيرِ ذلك، وأخذَ النبيُّ بمشورتِهم وتراجعَ عن الأمرِ.
ومعَ طولِ أيامِ الحِصارِ، ونقّصِ التَّموينِ، إذا بِنُعيمِ بْنِ مسعودِ الغطفانيِّ يأتي إِلى النبيِّ سِرًّا ليُعلِنَ إسلامَه، فيوجِّهُه النبيُّ إلى جيوشِ الأحزابِ ليوقِعَ بينَهُم، فذهبَ إلى بني قريظةَ وكان صديقًا لهم، فحذّرَهم من انتقام المُسلمينَ إذا انسحبَتْ جيوشُ الأحزابِ، وأشارَ عليهم أَنْ يأخذوا رهائِنَ من الأَحزابِ ضمانًا للالتزامِ بالعهدِ، ثم ذهبَ إلى قُريشٍ وغطفانَ وأوعزَ إليهم ندمَ بني قُريظةَ، وتفاوضَهم معَ محمدٍ ، الذي تمخَّضَ عن اتفاقٍ يسلمونَهُ بموجبِه رهائنَ من الأحزابِ؛ لِيرضى عنهم، عندها قرَّرَ الأحزابُ الهجومَ على المدينةِ فأرسلوا إلى بني قُريظةَ، وكانَ ذلِكَ في يوم السَّبتِ فرفضوا؛ لأنّهُ يومٌ مقدَّس عندَهم، وطلبوا من الأحزاب مجموعةً من الرهائنِ كشرطٍ للمشاركةِ في القتالِ، فتأكَّدَ للأحزابِ صِحَّةُ ما قالَهُ نُعيمٌ،
فساءت العَلاقَةُ بينهم، وتصدَّعَ تحالفُهم، ثم سلَّطَ اللهُ عليهم في ليلةِ انهزامِهم ريحًا عاصفةً باردةً، اقتلعَتْ خيامَهُم، وكَفَأَتْ قدورَهم، فخارَتْ عزائمُهُم، وأيقنوا بِالفشلِ، ففرُّوا هاربين، قالَ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ (الأحزاب: 9).
لم تكنْ هذه المعركةُ معركةَ خسائرَ في الأرواح، بَلْ كانتْ معركةَ أعصابٍ خَسِرَ فيها المشركون سُمعتَهم وهيبتَهم، وانتصرَ المسلمون، وظهرتٌ صلابَتُهم في مواجهة الأزمات، فنالوا العزَّةَ والرِّفعةَ، ولم يبقَ أدنى تفكيرِ للمشركينَ في محاولةِ الاعتداءِ على المسلمينَ بعدَ هذا اليوم، فكانتْ هذهِ الغزوةُ نهايةَ مرحلةِ الدِّفاعِ، وبدايةَ مرحلةٍ الهجوم، وقدْ أعلنَ النبيُّ عن هذا التحولِ بقولِه: «الآنَ نغزوهم ولا يغزونَنا، نحنُ نسيرُ إليهم).

حل نشاط اتدبر واقارن
أتدبَّرُ الآيات الآتيةَ، ثُمَّ أقارنُ بين موقف المؤمنين وموقف المنافقين من جيوش الأحزابِ:

موقف المؤمنين: لمَّا شاهدوا الأحزاب بعددهم وعدتهم تفاءلوا بنصر الله تعالى، وسلّموا الأمر له، وثبتوا في وجه العدو،
وأخذوا بأسباب النصر.
موقف المنافقين: شككوا في نصر الله تعالى ووعده، وقاموا بتثبيط المسلمين عن القتال، واستأذنوا النبي في الرجوع بعلة أن بيوتهم غير حصينة.

اجابات نشاط اتعاون مع زملائي
لغزوةِ الأحزابِ دروسٌ وعِبَرٌ مستفادةٌ، أينَ تَجِدُها في أحداثِ الغزوةِ؟

لأحداث | الدروس والعبر |
---|
اجتماع قبائل العرب المشركين مع اليهود على حرب المسلمين | الكفر مِلَّةٌ واحدة. |
أخذ النبي ﷺ بمقترح سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق والأمر بتنفيذه. | الاستفادة من خبرات الآخرين. |
نزول النبي ﷺ مع أصحابه رضي الله عنهم في تنفيذ مهمة حفر الخندق، وإعطاؤهم الدافع والأمل حتى تحقيق النصر بالقوة والعمل. | المشاركة الفاعلة للقائد أقوى حافز للتقاني في العمل. |
ما قام به نعيم بن مسعود رضي الله عنه من تخذيل للأحزاب؛ فزعزعة الثقة فيما بينهم. | الحرب خدعة. |
نصر المسلمون دين الله، وصبروا وصمدوا في مواجهة الأحزاب، فنصرهم الله ورد كيد الأحزاب عنهم فرجعوا خاسرين صاغرين. | الله ينصر من ينصره. |

حل انشطة اقيم تعلمي
أولا: أكمل الفراغَ بما یناسبُ:
1- اختارَ النبيُّ َوالصحابةُ التحصُّنَ في المدينةِ؛ لأنَّ موقفَ المدافعِ المتحصِّنِ أقوى مِن موقفِ ..المهاجم
2- عنصرُ المفاجأةِ في غزوةِ الأحزابِ تمثل في حفر الخندق
3- (قد يقومُ الفردُ بما يعجَزُ عنه جيش بكاملِه)، يظهرُ ذلك في الحيلةِ الَّتي قامَ بها …نعيم بن مسعود…بينَ الأحزابِ.
ثانيًا: علِّلْ: غزوةُ الأحزابِ هِيَ الغزوةُ الأكثرُ خطورةً في تاريخِ السيرةِ النبويةِ.
الاجابة: بسبب تحالف بعض قبائل الجزيرة العربية بقيادة قريش مع اليهود لحرب المسلمين
وإنهاء وجودهم ودولتهم.
ثالثًا: (ذكَّرَ مشهدُ مشاركةِ النبي في حفرِ الخندقِ بمشاركتِه في بناءِ المسجدِ النبويّ). وضِّحْ أهميَّةَ هذَينِ العملينِ في تاريخِ الإسلامِ.
الاجابة: تبرز أهمية بناء المسجد النبوي في حفظ الدين، وتبرز أهمية حفر الخندق في حفظ الدولة، وفي كليهما حفظ للإسلام.
شاورَ الرَّسولُ ﷺ كُلًّا من سعدِ بنِ عبادةَ وسعدِ بنِ معاذٍ رضي الله عنهما في أمرِ إعطاءِ قبيلةِ غطفانَ ثُلثَ ثمارِ المدينةِ على أنْ ينسحبوا من التحالفِ، فقالا: يا رسولَ اللهِ، أمراً تُحبُّهُ فنصنعُه، أم شيئاً أمركَ الله به لا بدّ لنا من العملِ به، أم شيئاً تصنعه لنا؟ فقال: «إنما شيئاً أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأنّي رأيتُ العربَ قد رمتكم عن قوسٍ واحدةٍ» فتكلم سعد بن معاذ وقال : يا رسولَ الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك لا يطعمون منها ثمرةً إلا قرى (أي ضيافة) أو بيعاً، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وأعزنا به وهدانا له نعطيهم أموالنا؟!
(ابن هشام، السيرة النبوية، دار الجيل، بيروت، ص 134، بتصرف)
الاجابة:
- المشورة.
- الاستماع للرأي المخالف.
- العزة والرفعة وعدم التنازل عن الحقوق.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=18979