دراسة حالة موسعة لدرس النظم البيئية لمادة العلوم والبيئة للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

نقدم لكم دراسة حالة موسعة لدرس النظم البيئية لمادة العلوم والبيئة للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني
ماساي مارا: الهجرة الكبرى
يهاجر كل سنة أكثر من مليوني حمار وحشي، وحيوان النّو وظبي الإيلاند وغزال من جنوب محمية سيرينجيتي
Serengeti في تنزانيا لتتغذى على أعشاب ماساي مارا Masai Mara في كينيا (الشكل ١-١٤). لا تحدث هذه
الهجرة مرة واحدة بين المنطقتَين، بل تشير إلى حركة مستمرة لهذه القطعان الكبيرة على مدار السنة، والتي
تعرف بالهجرة الكبرى (الصورة ١-١١)، وتغطي مسافة 800 كم بنمط دائري يشبه اتجاه عقارب الساعة أثناء
عبورها سيرينجيتي وماساي مارا.


حيوان النّو وحمير الوحش والظباء والغزلان مسارًا مستمرًا
للهجرة حول سيرينجيتي وماساي مارا كل سنة.
يتعيّن على الحيوانات عبور عدد من الأنهر في هذه الهجرة، بما في ذلك مارا Mara، وأنهر جرومتي Grumeti
Rivers. وعلى الرغم من مخاطر المعبر المتمثلة بوجود أكبر التماسيح في العالم وبتيارات الماء السريعة فهي
تعبر الأنهر بحثًا عن الطعام على الجانب الآخر، بمعدّل يقارب 1.2 مليون من حيوان النّو سنويًا، ويموت منها نحو
6250 حيوانًا خلال هذا العبور (الصورة ١-١٢).

في كينيا بأعداد كبيرة ما يقلل من احتمال تعرض الأفراد
لهجوم التماسيح. ومع ذلك، تزيد الأعداد الكبيرة من
خطر الغرق أو التعرض للتدافع والدعس.
يمثل نهر مارا الذي يصبّ في بحيرة فكتوريا مصدرًا رئيسيًا للحياة البرية في النظام البيئي الأكبر سيرينجيتي-
مارا. وتوفر الأفراد من القطعان التي تموت أثناء هجرتها غذاء للتماسيح وأسماك النهر. ويدعم كلا العاملين، غير
الحيوي (النهر) والحيوي (الحيوانات التي تموت في النهر) الحياة، فهما يعملان كنظام واحد، ويعتمد كل منهما على
الآخر للتوازن البيئي.
الأسباب غير الحيوية والأسباب الحيوية للهجرة الكبرى
يُعتقد أن السبب الرئيسي غير الحيوي للهجرة الكبرى هو المناخ (الشكلان ١-١٥ أ و١-١٥ ب)، حيث تتبع الحيوانات
الأمطار. عند ملاحظة التمثيلات البيانية للمناخ لكل من جنوب سيرينجيتي (أقصى نقطة جنوبية للهجرة – الشكل
١-١٥أ) وماساي مارا (أقصى نقطة شمالية للهجرة،
الشكل ١-١٥ ب) لا يظهر اختلاف واضح في درجات الحرارة أو هطول الأمطار، فدرجات الحرارة القصوى
ثابتة ومتماثلة على مدار العام في كلا المنطقتَين. يتراوح مدى Range درجات الحرارة في ماساي مارا بين 25°C
و 27°C، ونطاقات درجات الحرارة في جنوب سيرينجيتي بين 29°C و34°C. وتبدو أنماط الهطول المطري للوهلة
الأولى متماثلة أيضًا مع مواسم جفاف تحدث في منتصف السنة. ومع ذلك، يوجد اختلاف بين المواسم الجافة
والمواسم الرطبة. فالموسم الجاف في سيرينجيتي أكثر وضوحًا مما هو عليه في ماساي مارا، لأن الأمطار تهطل
بانتظام أكبر في ماساي مارا الأقرب إلى خط الاستواء.
خلال شهرَي يناير وفبراير تنتشر القطعان عبر جنوب سيرينجيتي حيث الهطول كاف لتعزيز نمو النباتات،
وهناك تلد الإناث. ومن شهر يوليو حتى شهر أكتوبر تنتقل الحيوانات بعيدًا عن المناطق الجنوبية شديدة الجفاف،
وتتحرك شمالا لتتبع هطول الأمطار والمناطق التي لا يزال نمو النبات فيها سليمًا. وتبدأ القطعان بالتوجّه إلى
الجنوب مرة أخرى عندما تهطل الأمطار في المنطقة في شهر أكتوبر.

الشكل ١-١٥ (أ) التمثيل البياني للمناخ في منطقة جنوب سيرينجيتي التي تقع في جنوب طريق الهجرة، و (ب) ماساي مارا التي تقع في شمال طريق الهجرة، وتظهر فيه درجات الحرارة القصوى الشهرية ومتوسط هطول الأمطار الشهري.
يرتبط العامل الحيوي الرئيسي في هذه الهجرة، وهو الغطاء النباتي المتوافر، ارتباطا وثيقًا بالمناخ؛ إذ تحتاج النباتات إلى الأمطار، وهي تموت خلال موسم الجفاف لتنمو مرة أخرى خلال موسم الأمطار. وعلى الرغم من أن المناخ هو السبب، فإن للغطاء النباتي القدر نفسه من الأهمية عند مناقشة أسباب الهجرة الكبرى، حيث تتبع القطعان الكبيرة الطعام.
ومعٍ سعيها المستمر إلى الطعام، تضيف القطعان الكبيرة عاملا حيويًا آخر يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار، يتمثل
بضغط الرعي على موارد الغذاء المتوافرة. ففي كل منطقة تنتقل إليها القطعان الكبيرة، يحدث فيها الرعي،
الذي يقلل من كمية الطعام المتاحة، لذلك تسعى هذه الحيوانات إلى الانتقال للعثور على مصدر غذاء أكثر وفرة.
إن هذه الهجرة توفر إمدادات الغذاء على المدى الطويل، لأن المنطقة التي تم رعيها تتعافى بعد مغادرة الحيوانات
لها بسبب كمية المغذيات الناتجة من روث هذه الحيوانات وتقليب التربة بحوافرها. وعندما تعود إليها بعد سنة،
تكون هذه المناطق قد تعافت تمامًا ونمت نباتاتها، وهكذا تستمر في دعم القطعان سنة تلو أخرى.
لا نعرف حتى الآن كيف تدرك الحيوانات مكان وجود الطعام، ومتى تتحرك للعثور عليه. وقد تم تطوير بعض
النظريات حول هذا السلوك، بحيث تشير معظم الأدلة إلى أن لأنماط الطقس ودورة مواسم الأمطار والجفاف
التأثير الأكبر على حركة الحيوانات. ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بموعد هطول الأمطار في المنطقة، لذا يصعب
التنبؤ بدقة أين ستكون الحيوانات في وقت معيّن من السنة، وكم من الوقت ستبقى في المنطقة.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=19348
 
				


