درس التخطيط اوقات الفراغ لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني

درس التخطيط اوقات الفراغ لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
الموضوع :
الوقت هو المادة الخام للحياة ، وأوقات الفراغ جزء من حياتنا ، ينبغي ألا نضيعها، إلا فيما يعود بالنفع
علينا وعلى أوطاننا .
قم بتصميم تخطيط مفصل للتعبير التالي .
التحرير :
ننظر إلى الأشياء حولنا ، فنرى فيها فئة جامدة لا حياة فيها، وفئة فيها حياة ، تضم النبات والحيوان والإنسان. فالفئة الأولى يظهر وجودها فيما تحتله من حيز، له أبعاد ثلاثة: هي الطول والعرض والارتفاع، أما الفئة الثانية، فيظهر وجودها بتلك الأبعاد الثلاثة مضافا إليها بعد رابع هو الزمن ، فهي لها أعمار، لكل نبتة عمر، ولكل حيوان عمر، ولكل إنسان عمر ، والعمر هو الزمن، هو الوقت، وإذا انتهى وقت الإنسان المتمثل في عمره زال، وزالت معه الأبعاد الأخرى جميعها ، لذلك كان الوقت المادة الخام للحياة ، به تبدأ الحياة ، وبه تنمو وتنشأ ، وبه تنتهي ، وهو أشبه ما يكون بتلك المادة التي تصنع منها الأشياء ، يكيّفها الصانع بيديه الماهرتين ، فتتكون منها أجسام متعددة الأشكال ، تلبّي للإنسان حاجاته الحيوية .
والحاجة ماسّة إلى العمل الدائب ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا ؛ لأن العمل الذي يحتلّ جزءا من عمر الإنسان، هو الذي يكوّن الحياة بأشكال مختلفة ، بحيث تكون هانئة سعيدة ، وأحيانا تعيسة بائسة ، وأكثر هؤلاء الذين يعيشون التعاسة والبؤس، هم من الذين اعتادوا هدر الوقت، فيمرّ بهم دون أن يسعوا إلى استغلاله، وملئه بالعمل النافع ، وما أشبههم بالذي يصبّ الماء بعيدا عن الزرع ، يصبّه على الرمل الذي لا يمسك ماء ولا ينبت كلا، وما دام العمر فترة محدودة لجميع الكائنات الحية ، فوقت الفراغ هو جزء من الحياة ، هو جزء من
حیاتنا.
والذين اعتادوا الخمول والكسل واللامبالاة، يتركون أوقات الفراغ تمرّ هدرا ، دون استغلالها والإفادة منها ، أو
هم يملؤونها بالتافه من العمل والتسلية ، ولا يحسون بأنهم ينحرون أنفسهم بهدرهم مادة الحياة ، ولما كان
المجتمع – راقيا كان أو بدائيا – ، يقوم على أفراده ونشاطهم وعملهم ، فإن الذي يهدر الوقت يقترف خطأ بحق
مجتمعه ، وبحق وطنه ، وبحق أمته ، وليست هذه دعوة إلى ملء حياة الإنسان بالجد ، بحيث لا يكون فيها فسحة
للتسلية والترويح عن النفس ، لا هي ليست كذلك؛ لأن أسبق الأمم في مضمار الحضارة والتقدّم، تقيم وزنا للهو
والتسلية، ولكن بالمقدار الذي يبعث النشاط في الجسد المتعب ، ولا يضرّ بالإنتاج والعمل ، بل يحسّنه ويزيد فيه ،
وفي ذلك يقول رسول الله ل4 *: روّحوا القلوب ساعة فساعة، فإن القلوب إذا كلّت عميت، وبذلك تكون الحياة
متوازنة ، لا يطغى فيها جانب على حساب جانب آخر ، ولا يأخذ فيها الهزل حصة العمل الجاد.
والإنسان بعقله وتدبيره ، يستطيع أن يملأ وقت الفراغ بنافع ، وكل عمل يمكن أن يكون نافعا ، ولكن
الأعمال تتفاوت في مقادير نفعها، وربما كان العمل ضرّه أكثر من نفعه، وهذا هو المقياس الصحيح للأعمال،
ولأن ضرر وقت الفراغ يمكن أن يفسد على الإنسان عمله الجيّد ، ونفسه وعقله ، ولذلك نرى الدول المتقدمة تسعى
جاهدة لملء أوقات فراغ الشباب، بما يعود عليهم بالنفع وعلى أوطانهم ، حتى التسلية يمكن أن تكون بممارسة
هواية، فتتحول حينئذ إلى عمل نافع للإنسان ومجتمعه ، وحتى الرياضة يمكن أن تنظّم لتكون مظهرا من مظاهر
النشاط في المجتمع ، وربما كانت القراءة أيسر تلك الوسائل التي يملأ بها الشباب وقت الفراغ ، ولا يخفى علينا ما
للقراءة من فوائد، تعود على الفرد ، وتنعكس على المجتمع ؛ لأن الشعب القارئ شعب مثقف متعلم، وهو أقدر من
غيره على تحقيق السعادة لأفراده ، وأقدر من غيره على تحقيق السعادة لأفراده، وأقدر من غيره على فهم
الحياة، وتحقيق الهدف منها ، ومن ملاحظاتنا نرى أن أكثر الناس جهلا هم أكثرهم فراغا ، في حين أن أكثرهم
علما هم أكثرهم عملا وانشغالا .
إن العاقل إذن أقدر على ملء وقت الفراغ بنافع، وأجدر الناس بأن يُصنّف في فئة العقلاء هم الشباب
المتعلّمون؛ لأن اللوم يقع عليهم، ولا يقع على الجهلاء، فحاول – أيها الشابّ – أن تجعل من وقت الفراغ ثروة
تضيف بها قوة إلى قوتك ، لأنك لو أهملتها كانت سوسا ينخر في نفسك وعقلك وسعادتك . أضف إلى قوتك قوة
باستغلال وقت الفراغ بنافع ، ولاشك ينعكس بالخير على نفسك أولا ، وعلى مجتمعك ثانيا.
زهدي أبو خليل / د. نبيل خليل
المرشد في كتابة الإنشاء
دار أسامة للنشر – عمان
ط ٢، ١٩٩٥
شاهد ايضا
درس الحوار حول قضية الاستنساخ لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني
درس الاستدلال لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني
الدرس الثاني الحوار الصحفي لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=16415