
درس اليد لا تجيد وحدها التصفيق لمادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
أولاً: المدخل إلى النص
تقديم :
دأب الشعراء على التغني بما يختلج في نفوسهم غناء ذاتيًّا، يعرضون فيه معاناتهم الشخصية، إلا أن بعض الشعراء أراد أن يكسر هذا الطوق ليمتد بصره إلى عالم أعلى؛ فيشعره بمعاناة الجماعة والإنسانية عامة، وهو إذ ذاك ينفصل عن الذاتية والفردية؛ ليطرق مواضيع يدركها في خضم المجموعة، فيكون نداؤه إلى الوحدة،
والتضحية في سبيل بقاء المجموعة متماسكة، فالفردية تخلق طعمًا سائغًا للذئاب المتربصة بالمجتمع.
صاحب النص :
محمد إبراهيم أبو سنة شاعر مصري، ولد عام ١٩٣٧م في قرية الوادي إلى الجنوب من القاهرة، ينتمي إلى أسرة
متدينة تهتم بالعلم، أمضى طفولته في القرية، ثم انتقل إلى القاهرة؛ حيث حفظ القرآن الكريم، وواصل دراسته،
وتخرج في كلية الدراسات الأدبية.
اطّلع الشاعر على الثقافات العالمية، وقرأ ترجمات كثير من الأعمال المشهورة لهوميروس، وشكسبير، ولوركما،
وغيرهم. نشرت له عدة دواوين شعرية منها: حديقة الشتاء، والصراخ في الآبار القديمة، وأجراس السماء، والبحر
موعدنا، كما ترك مسرحيات، ودراسات أدبية، وترجمت بعض قصائده إلى عدد من اللغات الأجنبية.
يظهر في إنتاجه توجّهه نحو التجديد، وتغنّيه بالحب والحرية ومجد الإنسان.
نص القصيدة:
ثانيًا : النص
(١)
خرجتُ من مدينتي
يدايَ خلفَ الظهرِ، والجبين
يريحُ كبرياءه على التراب
ما وجهتي؟
لا النجمُ دلّني ولا الكتاب
ذبحتُ ناقتي
من قبل بدء رحلتي
فالجوعُ كان قد ألمّ بالصحاب
وشملتي فرشتُ نصفَها على الرمال
ونصفها أظلّهم
وكان في فمي موّال
غنّيته لهم
وقلتُ كلَّه فِدا الرّفاق
لو أنّ ذلك الزمانَ ضاق
فلتتسعْ لضيقِه قلوبُنا
ولنقتسمْ على الصفاء خبزَنا
فاليدُ لا تجيدُ وحدها التصفيق
ولتأخذِ الرفيقَ قبل أن تمَّر في الطريق
والشاة تلتقي بالذئبِ إن نأتْ عن القطيع
والويلُ للوحيد
(٢)
وذاتَ ليلةٍ أتى الشتاءُ بالسّياط
وجرّدَ الأشجارَ من ثيابها
وأرسلَ الرياحَ
تنوحُ في الطريق
وفجأةً تفرّقَ الصحاب
لكل واحدٍ طريق
وأغلقوا الأبواب
الريحُ تلتوي ويسقطُ السحاب
وفوقَ كلَّ مدفأة
تمدّدت أناملُ الجليد
لكلَّ واحدٍ مكانُه وعشُّه
لكلَّ واحدٍ نشيدُه
كفى الفؤادَ همُّه
ولم تجدَ يدايَ مدفأة
(٣)
في موسم الجفاء
خرجتُ للصحراء
الشمسُ باردة
والنارُ باردة
لو يعلمون يا مدينتي
الدفءُ ليس مدفأة
الدفءُ في مودّة اللقاء
الدفءُ في قلوبِنا
لو حطّمت جليدَها
لو تبدأ العواطفُ الخرساء
حديثها
لو نرفعُ الستائرَ الثقيلةَ السوداء
عن الندى وزرقة السماء
كي يبدأَ الربيعُ في حدائقِ الشتاء
شاهد ايضا
حل اسئلة درس اليد لا تجيد وحدها التصفيق لمادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الدراسي الثاني
نص درس عمر وعام الرمادة لمادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الدراسي الثاني
الدرس السادس نزلت تجر الى الغروب ذيولا لمادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الدراسي الثاني