تصنيف عام

درس قصيدة الفارس القادم لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان

درس قصيدة الفارس القادم لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان

التعريف بالشاعر

ذياب بن صضر العامري (١٩٤٧):
شاعر من عُمان وِلد بمطرح ، وتلقى تعليمه الأولي بمدرسة لتعليم القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة السعيدية
بمسقط، وفي عام ١٩٦٢م بعثته الحكومة العمانية إلى اليمن في دورة للدراسة بمعهد لتدريب المعلمين وإعدادهم.
وعند عودته مارس مهنة التدريس لخمس سنوات، وذلك بالمدرسة السعيدية بمطرح.
عمل منذ عام ١٩٧٠- ١٩٩٢م في الإذاعة والتلفزيون ، وأصدر عام ١٩٨١م ديوان” قصائد من الزمن البعيد”، وفي عامٍ
١٩٨٩م أصدر ديوان ” مرفأ الحب “، وفي عام ١٩٩٧م أصدر كتابا نثريا هو ” ومضات من دروب الأيام” روى في جانب منه جزءا من سني حياته المبكرة .

مقدمة النص

هذا النص يقوم على ثنائيات متعددة (الماضي والحاضر ، الظلام والنور، الموت والحياة، الشقاء والسعادة … )، وتبرز لنا هذه الثنائيات من خلال المحورين الأساسيين اللذين اعتمد عليهما بناء النص فينشأ بينها صراع يقوده فارس استطاع أن يسحق كل رموز الشر ؛ ليجعل الغلبة للخير، ويقضي على كل صور البؤس والتخلف ؛ ليبعث الحياة في هذه البلاد .

القصيدة

فوق داري
يُسدل الليلُ ستارَه
يطفئ الكونُ نهارُه
والدُّجى يُرهِبُ كلَّ الحائرينْ
يا مُعينْ
فأُنادي ، وأُنادي
غير أن الصوتَ لا يَبْلُغُ أُذنَ السامعينَ
والصدى يرتدُّ من ذات الجِدار
٠٠

فوق داري
فوق داري يدْلهمُّ الليلُ دوْما
حالك اللونِ کئیبا
لا أرى للضوءِ ومْضا
بلدتي أمستْ كُروبا
يا مُجيبا
ما الذي حوَّل داري
من رياضٍ لقفار؟
هذه الدارُ الأمينةُ

والتي صارتْ حزينةٌ
هذه الدارُ التي لَبَتْ جميعَ المرسَلين
يوم ناداها الأمين
هذه الدارُ التي أجْلتْ جميعَ الطامعينْ
يوم صَدَّت غزواتِ النازحينْ
فوق داري .. لا رجاءْ لا رجاءٌ

ليس في داري سعدُ. كِلُّ ما فيها شقاءٌ
فهناك امرأةٌ حَيْرى تقاسي أَماً
حولَها بَعْلٌ يَعُدُّ الأَنْجُما
يَتَرجَّىِ الصُّبحَ، عَلِّ الصبحَ يأتي بِالشفاءْ
بَيْدَ أَنَّ الدارَ قَفْرٌ ، كلُّ ما فيها شَقَاءٌ
ليس في البلدةِ مستشفى ، ولا فيها دواءٌ
فوق .. لارجاء، لا رجاء

ثم لاح النورُ في كل الوِهَادِ
يحمِلُ البُشْرى يُنادي
فكأَنَ الأمْرَ غيرُ عادي
ويُنادي ، ويُنادي
٠٠٠
فارسٌ آتٍ لإنقاذِ العبادِ
يَمْتَطِي الصفحَ ، ويعفو
فَيَعُمُّ الخيرُ في كلِّ البلادِ
خيرٌ يمتدُّ في حضرٍ
وحتى في البوادي
٠٠

فوق داري
يُرسل الصبحُ شُعاعا سَرْمَدِيًّا
قبسٌ یأتي إلينا
يجعلُ العيشَ هَنِيًّا
فيعيشُ الشعبُ حيًّا
ويظلُّ النورُ دَوْمًا أَبَدِيًّا

من ديوان عال مقامك

اضاءات نقدية

يمكن تقسيم النص إلى محورين أساسيين ، كل محور ينبني من ثلاثة مقاطع :

  • في المحور الأول يرسم الشاعر صورة قائمة للمكان (داري)، هذا المكان الذي يعيش واقعًا فجائعيًّا لا
    يمكن احتماله، مما يجعل الإنسان يرفع صوته بالاستغاثة طلبًا للخروج من هذا الوضع الرهيب (فأنادي
    وأنادي)، ( يا معين .. يا مجيبا)، لكن الصدی يرتد إليه ، ولا يسمعه أحد.
    إن لغة هذا المحور تعكس لنا واقعًا بائسًا يبعث على اليأس من احتمال التغيير (لا أرى للضوء ومضا .. لا
    رجاء لا رجاء .. )، تتشكل هذه اللغة مأخوذة بالواقع المهول الذي يطفح بالشقاء، فالليل بكل رموزه
    الحقيقية والمجازية التي ترمز إلى كل معاني البؤس والشقاء الإنساني (يطفئ، ستاره، الحائرين، الدجى ،
    يدلهم، حالك اللون كئيبا، لا أرى .. ) يشكل البنية الأساسية للمحور.
  • لكن الوضع يتحول إلى نقيضه وينقلب المستحيل إلى واقع و(الظلام إلى نور) وهو الذي يتشكل منه
    المحور الثاني :

ثم لاح النور في كل الوهاد

هذا التحول الذي حصل لم يكن وليد المصادفة والمفاجأة ، وإنما بفعل ذلك الفارس القادم الذي جاء
يحمل الخلاص لشعبه، إنه القبس ( قابوس)، والفارس يعني في القواميس العربية الرجل المحارب أو
الماهر في ركوب الخيل ، لكنه تحول في النص إلى رمز مغاير، ولم يعد مصطلحًا معجميًّا فقط، بل صار
يحمل أبعادًا دلالية ومجازية أخرى تشير إلى محاربة كل أشكال الجهل والتخلف:
فارس آت لإنقاذ العباد
إنه رمز للخلاص (إنقاذ العباد)

وإذا كان الشاعر القديم يحتفل بقدرة ممدوحه في ساحة الوغى ، فإن النص يسلك مسارًا آخر، حيث
إن هذا الفارس :

يمتطي الصفح ويعفو
فيعم الخير في كل البلاد
وتبدو لغة هذا المحور (النور) مغايرة تمامًا للغة المحور الأول (الظلام)، فقد انعكس التحول الذي
حدث في المستوى الواقعي على تحول لغة النص في المستوى السياقي، حيث تطالعنا الألفاظ والتعبيرات
التي تدل على الرخاء والخير (لاح النور، البشرى، إنقاذ، الصفح، يعفو، يعم الخير، يرسل الصبح
شعاعًا سرمديًا … ).
ولا تلبث الصورة القاتمة التي ينفتح بها النص : فوق داري يسدل الليل ستاره أن تتحول في النهاية-
بفضل هذا القبس- إلی نور سرمدي :

ويظل النور دومًا أبديًا

معجم اللغويات

الكلمات والتراكيبجذرها المعجميمعناها اللغوي او السياقي
يسدل
يُرهب
يدلهمّ
كئيبًا
کروبًا
رياض
الوهاد
س د ل
ره ب
د ل هـ م
ك ، أ، ب
ك رب
روض
وهـ د
سدل الثوب وأسدله : أرخاه وأرسله.
يخيف.
يشتد ظلامه.
شديد الحزن.
مفردها كَرْبٌ وهو الحزِن والغمّ.
مفردها روضة وهي الأرض ذات الخضرة.
مفردها وهدة وهي الأرض المنخفضة.

شاهد ايضا

شرح وملخص درس مقاطع من سيرة طفل عماني لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني

درس التعبير كتابة تقرير لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني

حل تدريبات درس مقاطع من سيرة طفل عماني لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: