
درس مسرحية بشرى لعبد المطلب لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
جو النص
تحكي هذه المسرحية قصة تاريخية تدور أحداثها في صنعاء بأرض اليمن قبل بعثة النبي محمد فبعد أن حرر الملكُ سيفُ بن ذي يزن اليمنَ من سيطرة أبرهة ملك الحبشة،قدمت إليه وفود العرب ومن بينها وفد قريش للتهنئة بهذا النصر، وقد استغل الملك هذه الزيارة لينبئ عبد المطلب رئيس وفد قريش ببعثة النبي.
الفصل الأول
(يرفع الستار عن الوفود وهم ينتظرون الملك سيف بن ذي يزن وفيهم وفد قريش الذي جاء مهنئا بالانتصار على الحبشة ).
رجل : كيف خلفتم كعبة العرب يا أقيال قريش ؟
عبد المطلب : إنها لسان ناطق بشكر الملك إعجابا بصنيعه.
آخر: لقد عم الفخر سائر أنحاء الجزيرة، وشمل جميع مضارب العرب، فتلتقي فيه عدنان وقحطان.
عبدالله بن جدعان: ولكن مكة أيها الشهم أول المفاخرين بهذا النصر، فقد تم لها به الظفر على الأحباش بعد أن صدت أبرهة .
رجل : نشكر الله إذ هيأ للملك بن ذي يزن هذا النصر المؤزر فأكسب العرب مجدا شامخا.
(وَقْعُ خُطَى يظهر بعدها الملك وخلفه الأمراء والأعيان ، فيقف الحاضرون ويحيونه ، ويتربع الملك علی عرشه وحوله الناس درجات).
الملك : كيف أصبحتم أيها القوم ؟
أحدهم : على خير ما يأمل الملك … ضراغم تحمي العرين، وجند يرقبون الأمر.
الملك : أبقاكم الله عزة للعرب ومنعة للبلاد.
عبد المطلب : أيأذن الملك في الكلام؟
الملك : إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فتكلم، فقد أَذِنًا لك.
عبد المطلب: إن الله أحلك أيها الملك محلا رفيعا، صعبا ، منيعا، باذخا، وأنبتك منبتا طابت أرومته وعزت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه، وفي أكرم موطن، وأطيب معدن، وأنت – أبيت اللعن – ملك العرب وربيعها الذي به تخصب، وأنت أيها الملك رأس العرب الذي إليه تنقاد وعمودها الذي عليه العماد ، ومعقلها الذي تلجأ إليه العباد، سلفك خير سلف، وأنت لنا منهم خير خلف، ولن يخمل ذكر من أنت سلفه، ولن يهلك من أنت خلفه، ونحن أيها الملك أهل حرم الله، وسدنة بيته أشخصنا إليك لتدفع عنا الكرب الذي فَدَحَنَا فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزِئة.
الملك : مرحبا بوفد قريش، مرحبا بأهل بيت الله، وأيهم أنت أيها المتكلم ؟
عبد المطلب : عبد المطلب بن هاشم …
الملك: (مقاطعا) ابن أختنا؟
عبد المطلب : نعم ابن أختكم .
الملك: ( يخطو يشير إلى عبد المطلب بمكان قريب منه) أدن . يواصل إذ يجلس عبد المطلب: مرحبا
وأهلا وناقة ورحلا، وملتقى سهلا، وملكا رَبَحْلا، يعطي عطاء جَزْلا، قد سمع الملك مقالتكم وعرف
قرابتكم وقَبِلَ وسيلتكم، فأنتم أهل الليل والنهار، ولكم الكرامة ما أقمتم، والحباء إذا ظعنتم .
عبد المطلب : والشكر للملك بهذا الفضل .
الملك: والشَّكر لقريش على أن رَأَسَ وَفْدَها قَيّْلُها ومَثَّلَها خَيْرُها، ومن هم رفاقُك يا ابنَ الأُخْت؟
عبد المطلب: هؤلاء هم مثَلُوا بین يديك.
الملك (لأمينه): لديك وفد قريش فأكرمه فإن لرجاله دورًا في مكة، وليعلم أنَّ مَقامَه هنا طويل فنحن
على لهفةٍ لأن نُعاشِرَ أهلَ البيْتِ .
(ستار)
الفصل الثاني
الملك سيف وعبد المطلب ( يرفع الستار عن الملك ثم يدخل عبد المطلب).
عبد المطلب : طاب مساؤك أيها الملك .
الملك: وطاب عمرك يا سيد قريش اذنُ فأنت في منزلك، كيف رأيت صنعاء؟
عبد المطلب: مكان عَمُرَ بَربَه، وعرشٌ ازدانَ بسيِّده، وعالَم أشرق بفخر العرب قاطبة .
الملك: أطابت لك المدينةُ يا ابن الأخت؟
عبد المطلب: وكيف لا يأنس ويبتهج من أصبح ضيف غُمدان؟، لقد نسينا متاعب الطريق، أيها الملك
وحمِدنا السُّرى، وها نحن نستأذن في الرحيل فقد أمضينا في صنعاء شهرًا .
الملك: مدة قليلة يا ابن الأخت، لا تَنْفَعُ صَدَىً، ولا تُظْهِرُ كَرَمًا، أخشى أن نكون قَصَّرْنا الخُطَى
دون إکرامکم .
عبد المطلب: أبيت اللعن أيها الملك. نحن من كرمك في غدير لا ينضب .
الملك سيف: وأنا من رؤيتك في بهجة لا تُخْبَرُ، قد استدعيتك الليلة لأمر عظيم، فإني مُفْضٍ إليك
من سِرِّي فلو كان غيرك لم أبح له، ولكني رأيتك معدنه، وأطلعتك عليه، فليكن عندك مَقْضِيًّا،
حتى يأذن الله فيه، فإن الله بالغ أمره ( إني أجد في الكتاب المكنون، والعلم المخزون ، الذي اخترناه
لأنفسنا، واحتجبناه دون غيرنا خبرًا عظيما، وخطرًا جسيمًا، فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاء وهو
للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة).
عبد المطلب: أيها الملك فمثلك من سَرَّ وَبَّر فما هو؟ فداك أهل الوبر زُمَرًا بعد زُمرٍ .
الملك: إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة ، ولكم به الزعامة ، إلى يوم القيامة.
عبد المطلب: أبيت اللعن أتيت بخبر ما أتى بمثله وافدٌ، فلولا هيبةُ الملك وإجلالُه وإعظامُه، لسألته
فیه کشف بشارته إیاي ما أزدادُ به سرورًا.
الملك : نبيٌّ هذا حينُه الذي يولد فيه، أو قد وُلِد، اسمه أحمد ، يموت أبوه و أمه و يَكفُلُه جده و عمه،
والله باعثه جهارًا، وجاعلٌ مِنَّا له أنصارًا، يُعِزُّ بهم أولياءه ، وُيذِلُّ بهم أعداءه، يكسر الأوثان ،
ويخمد النيران، ويعبد الرحمن، ويزجر الشيطان، قوله فَصْل وحكمه عدلٌ ، يأمر بالمعروف ویفعله،
وينهى عن المنكر ويبطله .
عبد المطلب: أيها الملك عَزَّ جدُّك، وعلا كعبُك، وطاب مُلْكُك، وطال عُمْرُك، فهل الملك سارٍ
بإفصاح ، فقد أوضح بعض الإيضاح .
الملك: والبيت ذي الحُجُب، والعلامات والنُّصب، إنك يا عبد المطلب لجدُّه غير الكذب . (یسجد
عبد المطلب) ويستمر الملك ….. ارفع رأسَك تَلُجَ صَدْرُك، وعلا أمْرُك فهل أحسست شيئا مما
ذکرت لك .
عبد المطلب: نعم أيها الملك كان لي ابن، وكنت عليه شفيقا، وبه رفيقا، وزوجته كريمة من كرائم قومي،
وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فأتت بغلام سمّيته محمدا، مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه ، بين
کتفه شامة ، وفيه كل ما ذكر الملك من علامة .
الملك: إن الذي قلت لَكَما قلت، فاحتفظ بابنك، واحذر عليه من اليهود، له أعداء، ولن يجعل له
الغوائل وينصبوا له الحبائل، وهم فاعلون ذلك، أو أبناؤهم. لولا أني أعلم أن الموت يجتاحني قبل مبعثه
لسرت بخیلي ورجلي حتی أصیر بیثرب دار ملکه، فأكون أخاه ، ووزيره وصاحبه وظهیره .
عبد المطلب : ألا يكون لقريش يد في نصره ؟
الملك: إني أجد في الكتاب المكنون ، والعلم المخزون ، أَنَّ في يثرب استحكام أمره وفيها أهل نصرته،
وارتفاعَ ذكره، وموضع قبره، ولولا الذَّمامة لأظْهَرْتُ أمره وأوطأت العربَ كَعْبَه على حداثة سِنّه
ولكني صارف ذلك إليك من غير تقصير بك .
عبد المطلب: أيَّ شَرَف هذا أيها الملك.
الملك: شرف عظيم لنا ولك وللعرب عامة فاللَّهم مُدَّ عمرنا إلى ذلك اليوم السعيد الذي يُشْرِقُ بالتاريخ
المحید .
عبد المطلب بعد أن يودع الملك في طريقه إلى الباب :
ألا لا يَغْبِطُني أَحَدٌ بجزيل عطاء الملك وإن كان كثيرًا فإنه إلى نفاد، ولكن ليغبطني بما يبقى لي ولعَقِبي
ذكره وفخره وشرفه .. بارك الله فيك يا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.
شاهد ايضا
درس قصيدة الفارس القادم لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
درس التعبير كتابة تقرير لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني