
درس من معالم البلدان سوق الصين العظيم لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
لا يزال سور الصين العظيم واحدًا من عجائب الدنيا السبع لما يتميز به من ضخامة البناء وصعوبة التنفيذ ، فهو أطول بناء في التاريخ على الإطلاق. يبلغ طوله ما يقرب من ٦٤٠٠ کم شید کله یدويًّا، ويمتد السور شمال الصين بين الساحل الشرقي وشمال وسط الصين ، أما نهايته الشرقية فتقع في شنغهايغوان ، وهي قرية قرب مدينة كينهو انجداو، أما في الغرب فينتهي قرب قرية جيايوغوان. ويبلغ ارتفاع السور العظيم حوالي ٧٫٥ متر ويضيق عرضه من ٧٥ مترًا في القاعدة حتى ٤,٦ متر في القمة، وقد وضعت أبراج مراقبة على مسافات تتراوح بين ٩٠ و١٨٠ مترًا على طول السور، وقد استخدمت هذه الأبراج التي يبلغ ارتفاعها ١٢ مترًا كأبراج مراقبة في وقت ما ، ولم تعد تستخدم للأغراض الدفاعية فيما بعد.
وبرغم أن السور كان بمثابة جدار دفاع عسكري إلا أنه أيضًا كان ذا أثر كبير على التنمية الاقتصادية في تاريخ الصين ، فمن المعروف أن اتجاه سور الصين متطابق تمامًا مع الخط الفاصل بين المناخ شبه الرطب والمناخ الجاف في الصين ؛ لذلك يمثل خطًّا فاصلاً بين المناطق الزراعية والمناطق البدوية الرعوية. وفي القديم كانت تقيم في شمال الصين قومية بدوية ، أما أبناء قومية هان فكانوا يعيشون في وسط الصين ، ومن أجل حماية الإنتاج الزراعي ومنع نهب البدو لمنتجاتهم الزراعية واظب أبناء قومية هان على بناء السور ، ولقد قام سور الصين العظيم بدور مهم في هذا الصدد ؛ إذ أسهم في حماية تنمية القوى الإنتاجية المتقدمة ، ودفع التنمية الاقتصادية في المناطق الرعوية في آن واحد، الأمر الذي أسفر عن تحقيق النمو الكبير للاقتصاد الزراعي والاقتصاد الرعوي في مناطقها المختلفة.
وقد دمرت أجزاء كبيرة من السور العظيم عبر القرون ، وأعاد الشيوعيون الصينيون بناء ثلاثة أجزاء منه عام ١٩٤٩م عندما بدأوا حكم البلاد، وتقع هذه الأجزاء قرب الساحل الشرقي خارج بكين ، وفي مقاطعة كانسو في شمال الصين الأوسط ، ويقوم المؤرخون بدراسة الكتابات والأشياء التي يعثرون عليها في تحصيناته أو في مقابره على طول البناء، كما يقوم العلماء بدراسة الزلازل عن طريق اختبار أجزاء من السور تأثرت بتحركات سطح الأرض .
واليوم لم يعد سور الصين مشروعًا دفاعيًّا عسكريًّا، أو خطًّا فاصلاً بين المناطق الزراعية والرعوية، بل أصبح رمزًا لمعنوية الأمة الصينية، وإن منظره الجليل يجذب عددًا كبيرًا من الزوار من داخل الصين ومن خارجها. ومن بين المواقع السياحية على سور الصين العظيم في أنحاء الصين يعتبر سور بادا لينغ الواقع شمال بكين أفضل قطعة محفوظة من سور الصين كله ، ويصعده كل يوم الألوف من السياح الصينيين والأجانب.
(ب) مراكش الحمراء *
مدينة مبسوطة في حقول الرياحين ، منازلها وأسوارها وأبوابها مضمخة بالحناء مشمولة بأردية الشمس . الشفق فيها يعبق برائحة الزيتون ، والنخيل العتيق يتحدث إلى السماء بلغة الأهلة ، وأشجار البرتقال تزهر في أربعة مواسم .
ثراها ظل الأصيل ، والعصافير – آلاف العصافير – تشقشق في أفنائها تسمعها ولاتراها، وأنت لاتدري أهي وسنانة أم أنها تتأهب للمرح قبل أن تنام ؛ كي تحلم بمسك الليل وبقطرات الطلّ تتلألأ في غضون الغسق؟
وحينما تدغدغ همسات النسيم أذنيك تشع وكأنك في مضارب “المرابطين ” تلتقي برجالهم الملثمين في الأزقة والدروب، يحملون الشموع في أيديهم اليمنى والكتب في أيديهم اليسرى ، وسرعان ما تذكر خلوة “أغمات” وهي على مرمى الظل منك، وتذكر “الخير الداس”، ومياه النهر الكبير تخطر في أعطاف ” أشبيلية” هادئة خفيفة خضراء .
ويشغلك المساء، فتجد نفسك في زقاق طويل منعرج، والناس في دكاكينهم قاعدون وكأنهم لم يبرحوها منذ الزمن السحيق … حركات الأيدي قديمة ، وتعابير الوجوه ثابتة لا تريم ، والسواعد تتحدی الأيام والليالي …
وفي بستان “المسرة” تغيب نظراتك في مياه الصهريج، فتختلط بأشباح النخيل وأطياف السماء وعيون النيلوفر ، وكل شيء يبدو في لون خضرة غامقة متموجة دافئة .
وتسمع الدفوف والطبول والمزامير – أو يخيل إليك أنك تسمعها – فيبدأ الرقص والسمر، ويمتزج الفرح بالوحشة، والقرب بالهِجران، وبنات الأطلس في أرديتهن البيضاء، ومجاديلهن الملونة يملأن المكان ترنيمًا وحركة وبهجة .
الزلال في مائها زلال ، والنسيم في أكنافها شفاء، والعطر في رياضها عشق وصبابة ، نهارها رجاء، وليلها دعاء، وفجرها صلاة واستجابة .
شاهد ايضا
درس من الامثال العربية لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني