
معلومات عن ولاية الجازر في سلطنة عمان
تُعد ولاية الجازر واحدة من ولايات محافظة الوسطى في سلطنة عمان، حيث تقع على الشريط الساحلي المطل على بحر العرب . تتميز الولاية بجمال طبيعتها الساحلية وتراثها البحري العريق، بالإضافة إلى التطورات الحديثة التي شهدتها في العقود الأخيرة. تضم الجازر حوالي 11 قرية يقطنها نحو 2000 نسمة ، وتُعتبر مثالاً حيًا على التحول الكبير الذي شهدته السلطنة منذ انطلاقة النهضة الحديثة.
الموقع الجغرافي
تقع ولاية الجازر في الجزء الجنوبي من محافظة الوسطى، ويحدها:
- ولاية الدقم شمالًا.
- ولاية شليم وجزر الحلانيات (محافظة ظفار) جنوبًا.
- ولاية هيماء غربًا.
- بحر العرب شرقًا.
مركز الولاية هو منطقة الكحل ، التي تُعتبر المحور الإداري والتجاري للجازر.
الشواطئ الساحرة
تتمتع ولاية الجازر بشواطئ خلابة تمتد على طول ساحل بحر العرب، مما يجعلها وجهة مميزة لمحبي الطبيعة والصيد البحري. ومن أبرز الشواطئ:
- نيابة ريما :
- تبعد حوالي 50 كيلومترًا عن مركز الولاية.
- تشمل مجموعة من القرى والمجمعات السكنية الحديثة.
- الخضراء :
- منطقة ساحلية تتميز بتجمعاتها السكانية التي تتوسط أشجار السمر .
- تُعتبر مكانًا مثاليًا للاستمتاع بالطبيعة والهدوء.
- وادي غيل الخضراء ووادي قيصر :
- مناطق طبيعية خلابة تجذب الزوار بمناظرها الساحرة.
- شاطئ الصبيح :
- منطقة ساحلية تتميز بأشجار السمر والتجمعات السكانية.
- شاطئ ماذر وفاضي :
- وجهتان مميزتان للباحثين عن الاسترخاء وسط الطبيعة البكر.
الحرف والصناعات التقليدية
يعمل سكان الجازر في عدد من الأنشطة الاقتصادية التي تعكس ثقافتهم البحرية والصحراوية:
- صناعة المجاديف وشباك الصيد :
- يعتمد أهالي الولاية على هذه الحرفة بسبب وجود العديد من الشواطئ.
- الخوصيات :
- صناعة المنتجات التقليدية من سعف النخيل مثل السلال والأدوات المنزلية.
- الأدوات الجلدية :
- يصنع السكان أدوات مختلفة من جلود الحيوانات، مما يعكس براعتهم في استخدام الموارد المحلية.
الحياة والسكان: الماضي والحاضر
قبل عام 1970م:
- كان أهالي الجازر يعيشون في كهوف مظلمة مبنية من الحجارة المرصوصة دون مواد لاصقة.
- كانت هذه الكهوف تعرضهم للخطر بسبب انهيار الحجارة أثناء العواصف أو تعرضهم للعقارب والأفاعي.
- اعتمدت الحياة بشكل أساسي على الصيد البحري وتربية الماشية.
بعد عام 1970م:
- شهدت الولاية تحولاً كبيرًا مع بدء عصر النهضة الحديثة.
- تم استبدال الكهوف القديمة بمساكن حديثة مجهزة بكل الخدمات الأساسية.
- توفرت المرافق الحيوية مثل المدارس، المستشفيات، والمراكز الصحية.
- أصبح مركز الولاية (الكحل ) نقطة إدارية وتجارية متكاملة، تضم محلات تجارية ومدارس تعليمية.
الخدمات الحكومية
شهدت ولاية الجازر تطورًا كبيرًا في البنية التحتية والخدمات:
- التعليم :
- تضم الولاية مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية.
- الصحة :
- مستشفى متكامل يقدم الرعاية الصحية للمواطنين.
- مراكز صحية منتشرة في المناطق المختلفة.
- الإدارة :
- يضم مركز الولاية مجمعاً إدارياً يوفر الخدمات الحكومية للمواطنين.
- النقل :
- إنشاء أول مطار في الولاية، بفضل جهود الشيخ سليم بن صالح بن حمدون الجنيبي ، أحد أبرز رجال المنطقة.
التغييرات الاجتماعية والاقتصادية
لعبت النهضة الحديثة دورًا كبيرًا في تحسين حياة سكان الجازر:
- تم توفير المياه والكهرباء في جميع القرى.
- تحولت الكهوف القديمة إلى مخازن مهجورة بعد انتشار المساكن الحديثة.
- أصبحت الولاية مركزًا للنشاطات التجارية والاقتصادية بفضل موقعها الاستراتيجي على بحر العرب.
رموز الولاية
اتخذت ولاية الجازر سمك الشارخة شعارًا لها، وهو رمز يعكس العلاقة الوثيقة لأهل الولاية بالبحر وثقافتهم البحرية العريقة.
أبرز الشخصيات
- الشيخ سليم بن صالح بن حمدون الجنيبي :
- مؤسس مركز الولاية بموقعه الحالي.
- كان له دور كبير في تطوير البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء أول مطار في الجازر.
- الشيخ حمود بن حمد المجعلي :
- أحد أبرز رجال الولاية.
- كان عضوًا في مجلس الدولة، وساهم في دعم التنمية المحلية.
الرؤية المستقبلية
مع استمرار الجهود الحكومية لتطوير البنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة، تسعى ولاية الجازر إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية واقتصادية. كما أن موقعها على بحر العرب يجعلها محطة مهمة للتجارة والأنشطة البحرية.
ختامًا
ولاية الجازر هي مثال حي على التحول الكبير الذي شهدته سلطنة عمان في العقود الأخيرة. من الكهوف المظلمة إلى المساكن الحديثة، ومن الحياة التقليدية إلى التنمية المستدامة، تجسد الجازر قصة نجاح تنموية تعكس رؤية السلطنة نحو مستقبل أفضل. سواء كنت تبحث عن استكشاف الطبيعة أو التعرف على التراث العماني الأصيل، فإن الجازر تقدم تجربة فريدة ومميزة لكل زائر.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=16999