لغة عربيةالثاني عشر

شرح شامل لدرس المقامة الصحارية لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

نقدم لكم شرح شامل لدرس المقامة الصحارية لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

يتناول هذا الملف شرحًا أدبيًا متكاملًا لنص “المقامة الصحارية” للأديب العماني أبي الحارث البرواني، من إعداد نوف المقبالي، خريجة عام 2024، ضمن مشروع “رائدة المستقبل”. يهدف الملف إلى توضيح المعاني والمضامين الفكرية والجمالية للنص، مع تحليل أسلوب الكاتب في المقامة، وتفسير الصور البلاغية والإنشائية التي تميز هذا الفن الأدبي التراثي.

رابط تنزيل شرح شامل لدرس المقامة الصحارية لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

يبدأ الملف بالتعريف بكاتب النص ونوعه، حيث إن كاتبه هو محمد بن علي بن خميس البرواني، وهو أديب من أصول عمانية وُلد في زنجبار عام 1296هـ. من أبرز مؤلفاته “مقامات أبي الحارث” التي نُشرت أول مرة في القاهرة عام 1914م، و**”رحلة أبي الحارث”** التي صدرت في زنجبار عام 1915م. أما النص فهو من فن المقامات، وهو نص نثري يعتمد على السرد القصصي الممزوج بالأسلوب البلاغي واللفظي المتقن.

تدور الفكرة العامة للمقامة حول التحيّل بالعلم والفصاحة لخداع الناس وكسب المال، وهي فكرة تجمع بين النقد الاجتماعي والطرافة الأدبية. وتتفرع منها مجموعة من الأفكار الجزئية التي تسرد أحداث المقامة بأسلوب فني متقن؛ حيث يبدأ الراوي بوصف ركب بني حارث البهاليل ووصولهم إلى مدينة صحار، ثم يظهر البطل أبو الهيثم في هيئة رجل فقير زاهد، ليبرز بعد ذلك علمه الواسع وحكمته في حديثه مع ابنه. ومع تطور الأحداث، يستخدم البطل الفصاحة والبلاغة للاحتيال والإيهام بالفقر بعد الغنى، ويشكو من تقلّب الزمان عبر الشعر حتى يحقق غايته. وفي النهاية، يكتشف الراوي هلال بن إياس حقيقة الشيخ المتسوّل الذي احتال عليهم ببلاغته.

يتميز أسلوب أبي الحارث البرواني في مقاماته بعدة سمات فنية، منها اعتماده على الراوي والبطل الوهمي لتقديم الحكاية، وافتتاح المقامة بالحديث المسند لإضفاء الواقعية والاتصال بالتراث العربي القديم. كما يوظف أسماء المدن والبلدان لإثراء السرد وإضفاء الطابع المكاني على الأحداث. وتغيب في مقاماته الحبكة القصصية التقليدية بسبب غلبة الأساليب البلاغية مثل السجع والجناس والمقابلة، مما يجعل النص أقرب إلى العرض اللغوي الفني منه إلى الحكاية السردية الخالصة.

ويتضمن الملف تحليلًا أدبيًا وبلاغيًا دقيقًا لمظاهر الجمال في النص، مثل الأساليب الإنشائية والخبرية. فعلى سبيل المثال، في عبارة “حكى هلال بن إياس” يظهر الأسلوب الخبري الذي يُستخدم لغرض التقرير والوصف، أما في “يا بني” فهو نداء إنشائي طلبي يعبر عن العطف والتقرب، بينما في “أي رجل أنت يا حارث؟” يُستخدم الاستفهام البلاغي لإظهار التعجب، وفي “لله درك” نجد أسلوب تعجب سماعي يُبرز الموقف البلاغي والانفعال الشعوري.

أما من الناحية الجمالية، فقد نوّع البرواني في استخدامه للصور البلاغية. ففي الاستعارة المكنية نجد مثلًا قوله “بلوت الدهر” حيث شُبِّه الدهر بإنسان يُختبر ويُعامل، وقوله “قلبت لنا ظهر المجن” الذي يشبّه الأيام بعدوٍّ انقلب على صاحبه. وتظهر الكناية في عبارات مثل “تمردغت في أعطان العسر” كناية عن كثرة الشدائد، و**”خف المتاع”** كناية عن تغيّر الحال وضيق العيش. كما يوظف الكاتب الجناس مثل قوله: الشفيق الشقيق، وهوى هوى، والسجع في البحار القفار، الأخطار، والمقابلة في تقلبت في أعطاف اليسر، تمردغت في أعطان العسر لتوضيح التناقض وإبراز المعنى. وتأتي التشبيهات البليغة مثل قوله دياجير هذه الكوارث التي تُصور الكوارث بالظلام، والمجاز المرسل في قوله ركبت البحار والمراد به السفن، في دلالة على العلاقة المحلية بين البحر والمركب.

يُعد هذا الملف مصدرًا غنيًا لفهم الأسلوب المقامي عند أبي الحارث البرواني، فهو يجمع بين التحليل البلاغي والشرح الأدبي بأسلوب منظم وسهل، ويُبرز قدرة الأديب على توظيف اللغة العربية في أبهى صورها لخدمة الفكرة والموقف والمغزى الإنساني.

الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=20566

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى