
نقدم لكم شرح شامل لقصيدة يا كوكبا للتهامي لمادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الدراسي الاول المنهج العماني
يتناول هذا الملف شرح وتحليل قصيدة “يا كوكبًا “ للشاعر التهامي، وهي من روائع شعر الرثاء العربي التي تجمع بين عمق الإحساس الإنساني وروعة التصوير البلاغي. يعرض الملف سيرة الشاعر، وسياق النص، والفكرة العامة، ثم يقدّم شرحًا تحليليًا تفصيليًا للأبيات، مصحوبًا بالمعاني والمظاهر البلاغية، وينتهي بمجموعة من الأسئلة التطبيقية.
أولًا: مقدمة عن الشاعر التهامي
اسمه الكامل أبو الحسن علي بن محمد التهامي، وهو شاعر عربي بارز وُلد ونشأ في اليمن، وعُرف ببلاغته وفصاحته وصدق عاطفته. عاش فترة من حياته في بلاد الشام، وتنقّل بين المدن حتى وصل إلى العراق حيث اتصل بعدد من القادة والوزراء. كان ذا طموح كبير ورغبة في القيادة والرئاسة، وقد انتهت حياته مأساويًا بعد أن سُجن وقُتل سنة 416هـ. ترك شعرًا متين اللغة، عميق المعنى، تميّز بالحكمة والتأمل في الحياة والموت.
رابط تنزيل ملف الشرح
ثانيًا: مناسبة النص والفكرة العامة
كتب التهامي هذه القصيدة رثاءً لابنه الذي تُوفّي في سنٍّ صغيرة، فسكب فيها أحزانه وآلامه ودموعه في كلمات مؤثرة. تعكس القصيدة تجربة إنسانية صادقة تعبّر عن حزن الأب المفجوع بموت فلذة كبده، وعن إدراكه لحقيقة الحياة والفناء.
الفكرة العامة: رثاء الشاعر لابنه، والتعبير عن حزنه العميق واستسلامه لحكم القدر.
شرح الأبيات (1–4): تأملات الشاعر في الحياة والموت
الفكرة: تأمل في طبيعة الحياة، وحقيقة الموت الذي لا ينجو منه أحد.
المفردات:
المنية: الموت – البرية: الخلق – جارٍ: ماضٍ/نافذ – جذوة: شرارة النار – كدر: تعكر – قرار: ثبات – الأقذاء: ما يعلق بالعين من شوائب.
الشرح:
- البيت الأول: يؤكد الشاعر أن الموت مصير محتوم لكل المخلوقات، فالدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء.
- البيت الثاني: كما يموت الناس من حولنا سيأتي اليوم الذي يُذكر فيه اسمنا بين الأموات.
- البيت الثالث: الحياة مليئة بالأحزان، مهما تمنى الناس صفاءها وسعادتها.
- البيت الرابع: يحاول الإنسان تغيير طبيعة الحياة، لكن عبثًا، فهي خُلقت على الحزن والكدر، ولا يمكن مخالفة سننها.
البلاغة:
- “جار – قرار”: تصريع يعطي موسيقى شعرية جميلة.
- “مخبرا – خبرا”: جناس ناقص.
- “كدر – صفو”: طباق يبرز التناقض بين الحزن والصفاء.
- الأبيات (1، 2، 4) تحمل حِكمًا تصلح أن تُتداول كأمثال.
- “ومكلف الأيام ضد طباعها”: تشبيه ضمني يُصوّر الأيام بإنسان لا يغيّر طبيعته.
شرح الأبيات (5–9): رثاء الابن والتعبير عن الحزن
الفكرة: حزن الأب على ابنه الذي رحل شابًا، وتشبيه موته بانطفاء نجم مضيء.
المفردات:
الأشفار: شعر الجفن – أمهلت: أُخّرت – الإسفار: انكشاف الصبح – يستدر: يكتمل – الخسوف: انطفاء ضوء القمر – اللدات: الأقران.
الشرح:
- البيت الخامس: يشبّه الشاعر ابنه بالنجم الذي أشرق ثم غاب سريعًا، ولو كُتب له البقاء لكان ذا شأن عظيم.
- البيت السادس: الموت خطف الابن قبل أن يبلغ ريعان الشباب.
- البيت السابع: يشبّه ابنه بالقمر الذي خُسف قبل أن يكتمل نوره.
- البيت الثامن والتاسع: قلب الشاعر أصبح قبرًا يحتضن أسراره وآلامه بعد رحيل ولده، يعيش الصمت والاحتراق في آنٍ واحد.
البلاغة:
- “قد لاح في ليل الشباب كواكب”: تشبيه الأقران بالنجوم.
- “يا كوكبًا”: أسلوب نداء للتفخيم والتأثر.
- “هلال أيام”: تشبيه لابنه بعد موته بالقمر في أول عمره.
- “عجّل الخسوف”: استعارة للموت كأنه الخسوف الذي أطفأ نور القمر.
شرح الأبيات (10–13): أثر الفقد في نفس الشاعر
الفكرة: عمق الحزن الذي خلّفه موت الابن في روح الشاعر.
المفردات:
حداد: حزن – الردى: الموت – سراري: أسراري – البرحاء: شدة الهمّ – الزناد الواري: الحجر الذي يُقدح منه الشرر – الزفرات: التنهدات – العبرات: الدموع – جوار: جريان.
الشرح:
- البيت العاشر: أصبح قلب الشاعر قبرًا لابنه، يودع فيه أسراره وذكرياته.
- البيت الحادي عشر: لولا الموت لبوح الابن بأسرار قلب أبيه.
- البيت الثاني عشر: الحزن يشعل في صدره نارًا كامنة، كما يخفي الزناد النار في جوفه.
- البيت الثالث عشر: يتنفس زفرات الحزن وتفيض دموعه كالسيل المتدفق.
البلاغة:
- “فكأن قلبي قبره”: تشبيه يُبرز عمق الحزن واحتضان القلب لذكرى الابن.
- “لولا الردى”: كناية عن أن الموت حاجز يمنع اللقاء والأمل.
- “الزفرات والعبرات”: حسن تقسيم يضيف موسيقى حزينة.
الأسئلة الختامية:
يختتم الملف بمجموعة من الأسئلة التي تقيّم فهم الطالب للقصيدة، مثل:
- ما الغرض الشعري من النص؟
- ما الفكرة العامة للأبيات؟
- ما أبرز الصور البلاغية الواردة في الأبيات؟
- استخرج مثالًا من القصيدة يدل على الحكمة، وآخر على التشبيه أو الاستعارة.
خلاصة عامة:
قصيدة “يا كوكبًا للتهامي” تعد من أصدق وأعمق قصائد الرثاء في الأدب العربي، إذ تمزج بين حكمة التجربة الإنسانية وصدق العاطفة الأبوية. استطاع التهامي أن يحوّل حزنه إلى لوحة شعرية مؤثرة تُبرز جمال اللغة العربية وقوة التصوير البلاغي، فغدت القصيدة مثالًا خالدًا على الشعر الذي يصدر عن قلب مكلوم لكنه مؤمن بالقدر.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=20064