شرح وملخص درس ادب المقامات لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

نقدم لكم شرح وملخص درس ادب المقامات لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني
يتناول هذا الملخص ادب المقامات بوصفه أحد أبرز الفنون النثرية في الأدب العربي، والذي يجمع بين الطرافة الأدبية والمهارة اللغوية، ويعكس جانبًا من الحياة الاجتماعية والثقافية في العصور الإسلامية، خاصة في العصر العباسي.
رابط تنزيل شرح وملخص درس ادب المقامات لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني
تُعرَّف المقامة بأنها نص نثري قصير يشبه القصة القصيرة في بنائها، لكنها تختلف عنها في الهدف والوظيفة؛ إذ تدور حول بطل وهمي محتال يُعرف بدهائه وقدرته على الكدية والخداع لكسب رزقه بوسائل ملتوية. وغالبًا ما تُروى المقامة على لسان راوٍ وهمي يُتابع مغامرات هذا البطل في مواقف مختلفة. وتهدف المقامة في جوهرها إلى إبراز البراعة اللغوية والبيانية للكاتب، أكثر من اهتمامها بتطوير حبكة سردية أو تحليل نفسي للشخصيات. ولهذا، فهي تفتقر إلى المقومات القصصية الحديثة مثل العقدة والتطور الدرامي، وتتميز بانصرافها إلى الأسلوب البلاغي والسجع بدلًا من الأحداث الواقعية.
من حيث المضمون والوظيفة، تعكس المقامات صورة من صور الحياة الاجتماعية في العصر الذي كُتبت فيه، حيث شاعت ظاهرة الكدية والتسول، وبرزت شخصيات تتقن فنون الكلام والخداع لتعيش على ذكائها ومكرها. كما تمثل المقامات لوحات جزئية من حياة المجتمع في ذلك الزمن، وتكشف عن صراعات الإنسان مع قسوة الحياة والدهر.
أما من الناحية التاريخية، فقد اختلف المؤرخون في تحديد مبتكر هذا الفن. فذهب بعضهم مثل الحريري والقلقشندي إلى أن واضع المقامات هو بديع الزمان الهمذاني، وهو الرأي الأرجح، إذ نظّم هذا الفن وأخرجه في قالب فني متكامل يجمع بين السرد القصصي والتزيين البلاغي. ويرى آخرون أن المقامات نشأت تدريجيًا من رواية القصص والأخبار المتداولة بين الناس، حتى تطورت لتصبح فنًا أدبيًا قائمًا بذاته. وقد كانت المقامات تعبيرًا عن الذوق الأدبي العام الذي كان يميل إلى السجع والجناس والمحسنات البديعية، كما تضمنت الحكم والأشعار والأمثال.
ومن أبرز كتّاب المقامات:
- بديع الزمان الهمذاني في العصر العباسي، وهو مؤسس هذا الفن الحقيقي.
- أبو محمد القاسم الحريري، الذي طوّر المقامة لغويًا وبلاغيًا.
- الشيخ ناصيف اليازجي في عصر النهضة العربية، الذي أعاد إحياء فن المقامات بأسلوب حديث.
ويُعدّ بديع الزمان الهمذاني أبرز من برع في هذا الفن، إذ ألّف إحدى وخمسين مقامة طُبعت في الآستانة ثم في بيروت بشرح الشيخ محمد عبده. وتنوعت موضوعاتها بين الأدب واللغة والجدل الديني والأخبار الاجتماعية.
أما بطلها فهو أبو الفتح الإسكندري، وهو رجل واسع الثقافة والعقل، لكنه اضطر إلى سلوك طريق الاحتيال والكدية نتيجة قسوة الحياة وظلم الدهر لأهل العلم والأدب. وقد تنكّر هذا البطل في أدوار متعددة، فظهر تارة زعيمًا لقبيلة بني ساسان، وتارة إمامًا يصلي بالناس، وأخرى دجالًا يدّعي إحياء الموتى، مما يعكس مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”.
أما الراوي فهو عيسى بن هشام، وهو بدوره رجل أسفار وتجارب، يروي مغامرات أبي الفتح بأسلوب يجمع بين السرد الطريف والنقد الاجتماعي.
تتكون بنية المقامة من عناصر أساسية، هي:
- الراوي والبطل اللذان يشكلان العمود السردي للنص.
- الحادثة وغالبًا ما تتمحور حول الكدية والخداع.
- العنوان الذي يحمل طابعًا بلاغيًا أو رمزيًا.
- الشكوى من الزمان التي تعبر عن قسوة الواقع.
- الأسلوب البلاغي المليء بالسجع والجناس والطباق.
- التضمين الشعري حيث تتخلل النثر أبيات شعرية لتأكيد المعنى.
- كثرة الحكم والمواعظ، وثنائية الخبر والإنشاء.
- الصور البيانية من تشبيهات واستعارات تزيد النص جمالًا.
ومن الناحية الأسلوبية، تفتتح المقامات عادة بصيغ سردية تقليدية مثل: “حدثنا” أو “حكى” أو “أخبر”، مما يضفي على النص طابعًا روائيًا قديمًا يستحضر أساليب السرد العربي التراثي.
تتجلى قيمة المقامات في عدة جوانب:
- قيمة تاريخية: إذ توثق صورة واقعية عن المجتمع في عصور ازدهار الكدية والاحتيال.
- قيمة فنية: لما تتضمنه من ثراء لغوي، ومحسنات بديعية، ومزج بين الشعر والنثر.
- قيمة تعليمية: لأنها تزخر بالحكم والمواعظ، وتمنح المتعلم ثروة لغوية وأسلوبية غنية.
وهكذا تمثل المقامات مرآة أدبية للحياة الاجتماعية والفكرية في العصور الوسطى، كما تُعد نموذجًا فنيًا فريدًا يجمع بين المهارة اللغوية، والطرافة القصصية، والذكاء الإنساني في مواجهة قسوة الواقع.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=20569