ملخص درس الفسيفساء لمادة الفنون التشكيلية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول

نقدم لكم ملخص درس الفسيفساء لمادة الفنون التشكيلية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول
الملف هو ملخص من إعداد الأستاذة بشرى الشيزاوي، تتناول فن الفسيفساء من منظور تاريخي وتحليلي، مع ربطه بمدرسة الفن التأثيري (الانطباعي) وأساليب تحليل اللون في الأعمال الفنية. يقدم الملف عرضًا مبسطًا ومتكاملًا يربط بين دراسة الألوان، وتاريخ الفنون الزخرفية، وفن تركيب الفسيفساء عبر الحضارات.
رابط تنزيل ملخص درس الفسيفساء لمادة الفنون التشكيلية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول
يبدأ الملف بتوضيح أثر المدرسة التأثيرية على تطور الفنون البصرية الحديثة، إذ أحدثت هذه المدرسة ثورة فنية غيرت نظرة الفنانين إلى الضوء واللون. فبدلًا من التركيز على التفاصيل الدقيقة، أصبح الفنانون يرسمون انطباعاتهم اللحظية عن المشهد، من خلال توزيع المساحات اللونية وفق تأثير الضوء الطبيعي. وقد ساعدت الاكتشافات العلمية في تحليل الضوء – مثل تفكيك ضوء الشمس إلى ألوان الطيف – على صياغة هذا الاتجاه الفني الجديد الذي يقوم على تفاعل اللون والضوء والحركة داخل اللوحة.
ثم يعرض الملخص أهم الفنانين التأثيريين الذين برزت على لوحاتهم سمات تحليل الألوان والمساحات اللونية، مثل فان جوخ في لوحته ليلة نجومية التي تظهر فيها حركة لونية تشبه نسيج الفسيفساء، وبول جوجان في لوحته السوق التي تميزت بتدرجات لونية هادئة واهتمام بالشكل العام، وكلود مونيه في لوحته ذات المظلة التي تُظهر انعكاسات الضوء على الأشكال بألوان متجاورة متناسقة. ومن خلال هذه الأمثلة، يوضح الملف أن الفنانين التأثيريين لم يستخدموا اللون كعنصر زخرفي فقط، بل كوسيلة للتعبير عن الإحساس البصري والجو النفسي للمشهد.
ويشير الملف كذلك إلى الأساليب الفنية الثلاثة لتحليل المساحات اللونية في المدرسة التأثيرية، وهي:
- الطريقة التقسيمية، التي تعتمد على تحليل الألوان الثلاثية (الأحمر، الأصفر، الأزرق) إلى عناصرها الأولية واستخدام الألوان الثانوية لتكوين توازن بصري في اللوحة.
- الطريقة التنقيطية (الامتزاج البصري)، التي تعتمد على وضع نقاط لونية صغيرة متجاورة لتكوين الصورة من بعيد، كما في أعمال الفنان سورا.
- الطريقة الضوئية، التي تركز على دراسة تغير الضوء على المنظر الواحد في أوقات مختلفة، كما فعل كلود مونيه في العديد من أعماله.
بعد ذلك، ينتقل الملف إلى دراسة فن الفسيفساء، موضحًا أن هذا الفن يعتمد على تحليل المساحات اللونية وتوزيعها بشكل دقيق، مع إيجاد تباين بين الشكل والخلفية عبر اختيار الألوان وأحجام القطع الفسيفسائية واتجاهها. وتُظهر هذه المقاربة مدى ارتباط الفسيفساء بفلسفة المدرسة التأثيرية في تقسيم اللون إلى مساحات صغيرة تُكوِّن معًا مشهدًا بصريًا متكاملًا.
كما يتتبع الملف تاريخ فن الفسيفساء عبر الحضارات القديمة، موضحًا كيف تطورت الخامات والأساليب من حضارة إلى أخرى. ففي بلاد ما بين النهرين (الألف الثالث قبل الميلاد)، صُنعت الفسيفساء من أقلام الآجر الملونة ذات الرؤوس الدائرية التي غُرست في الجدران لتكوين زخارف فنية. أما في بابل، فقد استخدم الفنانون الطابوق المزجج لإضافة البريق واللون. وفي اليونان (القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد)، تطور الفن ليشمل مشاهد أسطورية وطبيعية دقيقة. ثم انتقل إلى روما حيث ازدهر بين القرنين الأول والثالث الميلاديين، وأصبحت الفسيفساء تغطي أرضيات الفلل والمعابد بأشكال هندسية وشخصيات بشرية. أما الفسيفساء البيزنطية (القرنان الثالث والرابع الميلاديان)، فقد تميزت بإدخال الزجاج والمعادن وبصور الحياة البحرية والدينية. وفي الفن الإسلامي، بلغ هذا الفن أوجه في العصر الأموي، كما في الجامع الأموي بدمشق وقبة الصخرة بالقدس، حيث استخدمت قطع صغيرة من الرخام والصدف والبلور والزجاج لتشكيل لوحات هندسية وزخارف نباتية متداخلة تمثل الوحدة والتناسق في الفن الإسلامي.
يختتم الملف بتوضيح أن فن الفسيفساء لا يقتصر على كونه أسلوبًا زخرفيًا قديمًا، بل هو فن تحليلي بصري يقوم على دراسة اللون والضوء والحركة داخل المساحة الفنية، وهو ما يجعله قريبًا من المدرسة التأثيرية في جوهرها. فالفسيفساء تمثل تراكب المساحات الصغيرة لإنتاج مشهد متكامل نابض بالحياة، تمامًا كما تفعل ضربات الفرشاة القصيرة والمتتابعة في اللوحات التأثيرية.
وبذلك، يُعد هذا الملف ملخصًا فنيًا غنيًا بالمعلومات التاريخية والجمالية، يربط بين الفكر الفني الحديث والموروث التشكيلي القديم، ويوضح كيف أسهمت الحضارات المختلفة والمدارس الفنية في تطوير مفهوم اللون والتكوين في الفنون البصرية.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=20582



