درس الشيخ عبدالله الخليلي عميد شجرة الانساب الشعرية لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

درس الشيخ عبدالله الخليلي عميد شجرة الانساب الشعرية لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
نص إثرائي (١):
الشيخ عبد الله الخليلي
عميد شجرة الأنساب الشعرية
الشيخ عبد الله بن علي الخليلي هو من تلك السلالة الشعرية الكبيرة في عمان والوطن العربي، التي حفظت للشعر
مجده ورصانته وتاريخه، من أبي مسلم البهلاني الرواحي، عمانياً وحتى بدوي الجبل والجواهري عربياً، بما يعني ذلك الحفظ من تواتر قيم إبداعية وإرث من الرؤى والتصورات أبدعها أسلاف الشاعر العظام من مختلف العصور .. الشيخ الخليلي ينتمي إلى شجرة الأنساب الشعرية هذه عبر مناخاته العمانية وخصائصها المكانية والروحية، هو ابن العائلة التي تمتد أرومتها عميقاً في هذه التربة بشوامخ معرفية لا تبتدئ ولا تنتهي بالعلامة الشهير سعيد بن خلفان الخليلي. رغم وطأة الزمن والمرض ظل الشيخ الشاعر وفياً للمعرفة والكتابة كجزء من نسيجه الكياني والوجودي معتكفاً في بيته غائباً عن كل ما يعكّر عليه صفاء أعماقه ورؤيته للعالم والحياة في زمن قلّ، وربما قلّ حتى الاضمحلال رجال من هذا النوع حيث الأطماع الصغيرة وسطوة القيم الهابطة هما عنوان هذا السلوك المهيمن بتفريعاته وتنظيراته المختلفة. ظل الشيخ الخليلي وفياً لشاعريته الفذة التي بدأت مبكراً منذ طفولته في واحة العلم والمعرفة التي جسدت سمائل مكان احتضانها وعرين مخيلتها المخترقة لفضاءات الشعر المختلفة،. هذه المدينة التي لخصت شعرياً، نوعاً من سيرة ثقافية للمكان العماني، وفي هذا السياق لا يمكنني أن أنسى رغم غبار السنين، تلك المطارحات الشعرية في حارة (الحباس) حيث يقطن الشاعر والقارئ المتميز علي بن منصور الشامسي، مع نخبة من شعراء البلاد في مقدمتهم الشيخ الخليلي أو في بيت الشيخ نفسه، بحضور أخيه الشيخ سعود بن علي الخليلي أحياناً حيث يبدأ الإنشاد الشعري الذي يقوم به علي بن منصور بنبرته السمائلية الخاصة التي تتوسل لديه عناصر لحنية ترتفع إلى مقام الانشاد الممَوَّسَقِ الذي ينهمر مطراً وعذوبة في تلك الأرجاء السمائلية الباذخة، وأحياناً يقوم الشيخ الخليلي بإلقاء القصائد بأسلوب مختلف حيث يجري التركيز على منابع الكلمات وتشرب المعاني كأنما يقذف بها في كتابة ثانية هي بمثابة قراءات إبداعية للقصيدة.
لا أنسى ذلك وغيره الذي يندرج في التكوين الأول للذائقة والوعي الشعريين والذي أدين له بالكثير .. وكانت تلك
القراءات المتنوعة يعقبها جدل ونقاشات حول المقروء والمستجد في الكتابة الشعرية مما يوحي بعناصر مناخ معرفي متكامل في
ذلك الزمان.
لم يكن الشيخ الشاعر، رغم وفائه لتقنياته وقيمه الشعرية والفكرية المتوارثة، متعصباً ومتزمتاً ضد آراء الآخرين
وممارستهم في الكتابة بل ظل كمن ينطلق من أسس صلبة متينة يحاور ويجادل بروح خلاّقة منفتحاً على التجارب والمستجدات في أرض الشعر والأفكار في هذا العالم الذي يمور بالتيارات والمتغيرات آخذاً ما يناسب سياق قناعاته وخصائص فكره التي بناها عبر السنين طارحاً ما يناقض ذلك. لم يكن الشيخ الشاعر متعصباً ومنغلقاً مثلما يفعل عَجَزَةُ الفكر وعميان التاريخ الذين لا يؤمنون إلا بسحق الرأي الآخر وتحويل الحوار البناء إلى ساحة بطش وعنف لا طائل من ورائها، إلا مزيداً من التقهقر والاندحار. لقد كتب الشيخ مسرحاً شعرياً وكان رائداً في ذلك على الصعيد العماني وكتب نثراً شعرياً وفي كل ما كتب نلمس بوضوح سمات الشاعر الكبير. وظل وفياً لشجرة أنسابه الروحية والشعرية كما كان وفياً للإيجابي في عصره. هذه ليست إلا إشارة وفاء للشيخ الشاعر وما يستحقه مشروع كتابة أوسع وأعمق تقوم بها جهات مختلفة في السلطنة والوطن العربي.
سيف الرحبي
مجلة نزوى ، العدد ٢٤، أكتوبر ٢٠٠٠م
شاهد ايضا
ملف بوربوينت لشرح درس الديناصورات عاشت في عمان لمادة اللغة العربية للصف الخامس الفصل الدراسي الثاني
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=16449