نص اثرائي الوطنيات في شعر الخليلي لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

نص اثرائي الوطنيات في شعر الخليلي لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
مجال الوطنيات عند عبد الله الخليلي يكتسب بعدين، يمثل واحد منهما المفهوم القديم في شعر الانتساب إلى أرض
وقبيلة، وهو ما كان يتمثل غالباً في شعر الفخر، وهو يبدأ عنده من درجات الفخر الشخصي الذي كان مألوفاً عند القدماء في مثل قوله:
لقد صنت نفسي عن مظنة سيء وعدت وعيني ما تعاين قيصرا
وجشّمتها ما لو تجلّى لحيّرا أروم بنفسي همة لا يرومها
فقمت ولي من نير العقل صاحب عداي ولو كانوا على الموت أصبَرا
على أن هذه الفخريات عنده تتجاوز كثيراً الحديث عن الذات إلى الحديث عن الأهل والوطن، فيجيء على لسانه
قصائد مثل (عمان في أحسن السلوك) أو (عمان في سجل الدهر) والأخيرة أعطاها هو عنوان ملحمة تاريخية، وساقها في نحو ثلاثمائة بيت على قافية واحدة من بحر واحد وقسمها إلى عناوين داخلية للعصور المتتالية التي مرت على عمان منذ عهد الجاهلية حتى الآن.
على أن هناك بعداً آخر في وطنيات الشيخ الخليلي يتمثل في توسع مجال الحديث عن الوطن، ليشمل الوطن العربي
كله، وهو اتجاه تأصل عند كثير من الشعراء العمانيين المعاصرين للشيخ الخليلي. من أمثال السيد هلال بن بدر البوسعيدي وكذلك الأستاذ عبد الله الطائي الذي كانت له تجربة اتصال واسعة، مع كثير من البلاد العربية، وأثر هذا على أدبه الشعري والقصصي وفي هذا الإطار تجيء قصائد الشيخ عبد الله الخليلي لتمتد مواطن الاستلهام والتعاطف فيها إلى أجزاء مختلفة من الوطن العربي، سواء تمثل هذا التعاطف في المؤازرة في اللحظات الدقيقة أو في الإشادة بالماضي الحضاري التليد، أو الحاضر الذي تقر له العين، وهو عندما يكون في مصر يُحسُّ أنه لم يغترب عن وطنه رغم أن الدار نأت به ، ويقول مخاطباً مصر:
رفقاً بنائي الدار يا مصر وطن العروبة أنت لي وطني
إن لم يكن لك عنده أصر أنى اتجهت وأنت لي مصر
وعندما يزور الشام يروعه جمال لبنان وبهجته، وسحر طبيعته التي تستنهض قوى الفن والعاطفة، فيسترجع بها
ومعها لحظات الطرب في مخزونه الثقافي:
انشر بساط الريح فوق الريح خطا مستقيما
وأنزل على لبنان من فوق الجليد هدى كريما
وكذلك كان شأنه مع الجزائر التي غنى لها أغنية من وحي كفاحها، وكذلك تونس التي كتب عنها قصيدة بعنوان (من وحي تونس).
والخليلي بهذه المثابة وباختياره لموضوعات قصائده الوطنية، ومعالجته لها يؤكد محور القضية التي يدور حولها حديث
التطور عنده، من أنه يمتد بجذوره إلى أعماق التراث، وينسج على منوال موضوعاته التقليلدية ، فخراً بالذات أو بالجماعة
المحيطة، ثم يحاول تعميق هذا الاتجاه من خلال وطنيات القصيدة التاريخية ، ثم يحاول أن يوسع الدائرة تجاوباً مع مفهوم القصيدة الحديثة للوطنيات، فيمتد بها إلى إطار العالم الواسع من حوله.
تطور الأدب في عمان
(د.أحمد درويش) دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع
القاهرة : ١٩٩٨م
شاهد ايضا
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=16453