درس قصيدة في وصف النيل لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
أحمد شوقي
(١٨٦٨-١٩٣٢م)
شاعر عربي من مصر ولد بالقاهرة، ودرس فيها، وفي سنة ١٨٨٧م أرسله الخديوي توفيق في بعثة إلى
فرنسا لدراسة الحقوق والآداب الفرنسية ومكث هناك أربع سنوات ، حيث درس المسرح وتأثر به،
فكتب الكثير من المسرحيات مثل: مجنون ليلى، علي بك الكبير، مصرع كيلوباترة. ولما نشبت الحرب العالمية
الأولى نفي شوقي إلى إسبانيا ، إلى أن عاد سنة ١٩١٩م، وفي سنة ١٩٢٧م بويع أميرًا للشعراء.
مقدمة النص
كانت علاقة الإنسان بالطبيعة تقوم على (الرغبة والرهبة) ، رغبة في خيرها ورهبة من شرها . من هنا يفتتح النص مجراه ليرسم حدود تلك العلاقة ، علاقة البداية ، لكنها حتما لن تكون علاقة النهاية ، ما دام الإنسان لا يكل من البحث عن الحق والخير والجمال …
ابيات القصيدة:
١- مِنْ أيِّ عَهْدٍ في القُرى تتَدَفّْقُ وبأيِّ كَفّ في الَمَدائِن تُغْدِقُ
٢- ومنَ السماءِ نزلْتَ أم فُجّرتَ مِنْ عُليا الجنانِ جداولاً تتَرَقْرَقُ
٣- وبأيِّ عَينٍ أمْ بأيَّةٍ مُزْنَةٍ أَمْ أيِّ طُوفانٍ تَفيضُ وَتُفهَقُ
٤- وبأيِّ نَوْلٍ أنتَ ناسِجُ بُرْدَةٍ للضفّْتَينِ جَديدُها لا يَخْلُقُ
٥- تَسْوَدُّ دِيباجا إِذا فَارَقْتَهَا فإذا حضرتَ اخْضَوْضَرَ الإسْتَْبرَقُ
٦- في كلِّ آونَةٍ تُبَدَّلُ صِيْغَةٌ عَجَبَا وأنتَ الصَّابغُ المتأنِّقُ
٧- أَتَتِ الدُّهورُ عليك مَهْدُكَ مُتْرَعٌ وحِياضُكَ الشُّرْقُ الشَّهِيَّةُ دُفْقُ
٨- تَسقي وتُطْعِمُ لا إِناؤكَ ضَائِقٌ بالوارِدِينَ ولا خِوانُكَ يَنْفُقُ
٩- والماءُ تَسْكُبُهُ فَيُسْبَكُ عسجَدًا والأرضُ تُغرِقُها فيحيا المُغْرَقُ
١٠- تُعبي منابِعُكَ العقولَ ويستوي مُتَخَبِّطٌ في علمِها ومُحَقَّقُ
١١- أَخْلَقْتَ رَاووقَ الدهورِ ولم تَزَلْ بِكَ حَمْأةٌ كالمسكِ لاَ تَتَرَوَّقُ
١٢- حمراءُ في الأحواضِ إلا أنها بيضاءُ في عُنُقِ الثرى تَتَأَلَّقُ
١٣- دينُ الأوائلِ فيكَ دينُ مروءةٍ لِمَ لا يُؤَلَّهُ مَنْ يَقُوتُ ويَرْزُقُ
١٤- لو أَنَّ مخلوقًا يولَّهُ لَمْ تَكُنْ لِسِواكَ مَرْتَبَةُ الأُلوهَةِ تَخْلُقُ
١٥- جَعلُوا الهوى لكَ والوقارَ عبادةً إنّ العبادَةَ خَشْيةٌ وتَعَلُّقُ
١٦- دانوا ببحرٍ بالمكارم زاخرٍ عذْبِ المِشارِعِ مَدُّهُ لا يُلْحَقُ
١٧- مُتَقَيِّدٍ بعُهُودِهِ ووعودِهِ يَجري على سَنَنِ الوفاءِ ويَصْدُقُ
الموسوعة الشوقية، جمع وترتيب وشرح إبراهيم الأبياري، ص١٧٧.
اضاءة نقدية:
تصنيف هذه الأبيات في ما يسميه النقد القديم [ باب الوصف ] إلا أنها لا تتخذ من الموصوف ( النيل) مجالاً لتقصي ملامحه وصفاته كهدف أولي ونهائي ، وإنما تتعدى ذلك إلى إبراز لا محدودية الخير والعطاء الذي يقدمه النيل، مما دفع المصريين القدامى إلى مقابلته بالتقديس والعبادة. ومعنى آخر فإن الشاعر لم يكن هَمُّهُ إظهار براعته في الوصف، وإحالة الموصوف إلى مجموعة من الصفات التي تلتقي معه فحسب، ولكنه كان يهدف كذلك إلى توظيف تقنيات أخرى (لغوية وأسلوبية) للغوص في أعماق تلك التجربة التي أقامها الإنسان القديم مع الطبيعة.
لقد نظر الإنسان القديم إلى الطبيعة نظرة خوف ورجاء ( خشيّة وتعُلقًا)، وعبد الكثير من مظاهرها المختلفة. إن الهالة القدسية التي أضفاها الإنسان على مختلف الأشياء الطبيعية، والطقوس التي كان يمارسها كجزء من حياته اليومية ، إنما تعبر عن شقائه في رحلة بحثه عن السعادة والخير ، وتعكس تلك العلاقة البدائية التي أقامها مع الطبيعة ( المقدَّس) اليُ يقدم لها القرابين والتعاويذ والشعائر طلباً لخيرها واتقاء لشرها .
عندما نبحث عن بعض الجوانب الأسلوبية في الأبيات فإننا نكتشف بسهولة سيطرة معجم الطبيعة- على مستوى الأسماء والأفعال – الذي يحيل إلى كل معاني الخصب والحياة ( تتدفق ، تغدق ، فجرت ، الجنان، جداولاً، تترقرق، عين، مزنة … ). كما نلاحظ أن الأفعال المضارعة لها حضور مكثف ، مما يدل على التجدد والاستمرار لهذه الحياة (النيل)، ( تسعة وعشرون فعلاً في سبعة عشر بيتاً) كما تشير معانيها التي تدل على الغزارة والكثرة (تتدفق، تغدق، تترقرق، تفيض، تفهق … ) إلى الخير والخصب والنماء:
النيل = الخصوبة والكثرة والاستمرار (الأفعال = الخصوبة والكثرة والاستمرار)، وهناك ظاهرة أخرى تنبني عليها شعرية النص من الناحية الجمالية ، وهي ظاهرة الاستفهام التي تكررت ثمان مرات في الأبيات (١-٤)، وهذا التكرار اللافت له دلالته أيضًا، إن النيل أحد أسرار الطبيعة التي تحيل إلى العجيب والمدهش، بمعنى أنه يبعث على التعجب والدهشة بسبب جريانه الذي لا يتوقف ، وصموده في وجه الدهر قوة تبعث الحياة لتقاوم الموت، والخير ليقاوم الشر، والخصب ليقاوم القحط، والجدة لتقاوم البلى …..
معجم اللغويات
| الكلمات | جذرها المعجمي | معناها اللغوي او السياقي |
| تغدق تترقرق تفهق النول مهدك الراووق الحمأة تخلق تعلق مَدُهُ | غ د ق رق رق ف هـ ق ن و ل م ه د روق ح م أ خ ل ق ع ل ق م د د | يكثر فيضك تجري جريًا سهلا في تسلسل تمتلئ حتى تتصبب المنوال تحاك عليه الثياب أي مجراك، وفي الأصل : سرير الطفل المصفاة الطين الأسود تكون جديرة تحب فيضه |
شاهد ايضا
نص درس طاغور شاعر الهند لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني
درس تعبير كتابي التلخيص 2 لمادة اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=16286
