
ولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية
ولاية المضيبي: مزيج من التاريخ والتراث والطبيعة الخلابة
تُعد ولاية المضيبي واحدة من أبرز ولايات محافظة شمال الشرقية في سلطنة عمان، حيث تجمع بين التراث العريق والطبيعة الساحرة. تتميز الولاية بتنوعها الجغرافي الذي يشمل الجبال الشاهقة، الصحاري الشاسعة، الأودية الخصبة، والأفلاج الدائمة الجريان. كما أنها تحتضن العديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تعكس عمق تاريخ المنطقة.
الموقع الجغرافي
تقع ولاية المضيبي في الجزء الشمالي الشرقي من السلطنة، ويحدها:
- شمالًا : ولايات بدبد وسمائل (المنطقة الداخلية)، وإبراء والقابل (المنطقة الشرقية).
- جنوبًا : ولاية محوت.
- شرقًا : ولايات بدية، جعلان بني بو حسن، وجعلان بني بو علي.
- غربًا : ولايتا إزكي وأدم (المنطقة الداخلية).
تضم الولاية حوالي 262 تجمعًا سكانيًا ، منها قرى رئيسية مثل المضيبي ، سمد الشأن ، خضراء بني دفاع ، والروضة .
التعداد السكاني
يبلغ عدد سكان الولاية حوالي 69,377 نسمة ، يتوزعون على ما يقارب 90 قرية . يعيش معظم السكان في القرى الزراعية التي تعتمد على الأفلاج ومصادر المياه الطبيعية.
المعالم الأثرية والتاريخية
تشتهر المضيبي بثروتها الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين، مما يجعلها وجهة مهمة للباحثين عن التاريخ والثقافة:
1. القلاع والحصون
- قلعة الأخضر : بناها السيد عبد الله بن محمد البوسعيدي وأخيه خلفان وكيل الإمام أحمد بن سعيد.
- حصن خزام : يقع في نيابة سمد الشأن، ويعود تاريخه إلى أكثر من 700 سنة .
- حصن بيت الخبيب : يقع على جبل في حارة الخبيب.
- قلعة الجوابر : في بلدة الروضة.
2. المساجد الأثرية
- مسجد جامع سناو : يعود بناؤه إلى عهد الإمام اليعربي سيف بن سلطان.
- مسجد الصوار : في مركز الولاية.
- مسجد الجامع بسمد الشأن : أحد المساجد التاريخية.
3. الأبراج والأسواق الشعبية
- برج وريد : عند تقاطع المضيبي مع ولاية إبراء.
- الأبراج الأثرية : مثل برج الشمس وبرج الصفرة.
- الأسواق القديمة : مثل الأسواق الشعبية في نيابة سناو.
4. القرى التراثية
- قرية الفتح : تتضمن معالم القرية التراثية المهجورة “ملاح”.
- قرية الزيدي : تُعرف بـ”عاصمة الحبوس”، وتضم العديد من المباني الأثرية والمساجد.
- قرية الردة : تحتوي على قلعة الردة والبيت العود.
المعالم السياحية
تتمتع المضيبي بطبيعة خلابة ومعالم سياحية متنوعة:
1. العيون المائية
- عين الحريد : مشهورة بمياهها المستخدمة في الاستشفاء من بعض الأمراض.
2. الأفلاج
- أشهر الأفلاج: فلج الفرسخي، فلج بومنين، وغيرها. يوجد في الولاية حوالي 156 فلجًا .
3. الكهوف
- تنتشر الكهوف في جبال الروضة وجبل مدر، وكانت تُستخدم قديمًا لإيواء السكان وحفظ المؤن.
4. المنتزهات الحديثة
- منتزه الغشعية : في وادي عندام.
- منتزه السهيلي ومنتزه وادي دقيق .
5. الأودية
- وادي عندام : يحتضن العديد من القرى مثل العلياء، الحباط، ومحلياء.
- وادي سمد ، وادي الراك ، ووادي خرما .
الحرف والصناعات التقليدية
يعمل سكان الولاية في مجموعة من الحرف والصناعات التقليدية:
- الزراعة : النخيل، الليمون، البرسيم، والخضروات.
- الرعي وتربية الإبل .
- الغزل والنسيج : صناعة الملابس التقليدية.
- السعفيات : مثل الحصر والسقوف.
- صناعة الحلوى العمانية .
- صناعة أدوات الزراعة .
الخدمات الحكومية
شهدت المضيبي تطورًا كبيرًا في البنية التحتية والخدمات:
- الصحة : مستشفيان في نيابتي سناو وسمد الشأن، بالإضافة إلى 4 مراكز صحية.
- التعليم : خدمات التربية والتعليم متوفرة في جميع القرى.
- المكاتب الحكومية : تشمل البلدية، الزراعة، الإسكان، الكهرباء، المياه، والبريد.
أهم القرى
1. قرية الزيدي
- تُلقب بـ”عاصمة الحبوس”، وتضم بيوتًا أثرية مثل بيت الهيامين وبيت الغساسنة.
2. قرية السديرة
- تبعد 13 كم عن مركز الولاية، وتتميز بأراضيها الخضراء ومعالمها الأثرية.
3. قرية الزاهب
- تحتوي على البيت العود للمطاوقه ومسجد الدرع.
4. قرية الردة
- تشمل قلعة الردة والبيت العود (بيت البراونة).
الطبيعة والحيوانات البرية
- الجبال : مثل جبال الروضة وجبل مدر.
- الأشجار البرية : السدر والغاف.
- الحيوانات البرية : الغزلان.
الفنون التقليدية
تؤدى في المضيبي عدد من الفنون التقليدية، مثل:
- الرزحة .
- العازي .
- الهمبل .
- المحارب .
الشعار الرسمي للولاية
اتخذت ولاية المضيبي الغزال شعارًا لها، وهو رمز لجمال طبيعتها وخصوبة أراضيها.
الرؤية المستقبلية
مع استمرار الجهود الحكومية لتطوير البنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة، تسعى المضيبي إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية. كما أن موقعها الاستراتيجي يجعلها محطة مهمة للأنشطة الزراعية والسياحية.
ختامًا
ولاية المضيبي ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي قصة تاريخية تروى عبر الزمن. سواء كنت تبحث عن استكشاف التراث العماني أو التمتع بالجمال الطبيعي، فإن المضيبي تقدم لك تجربة غنية ومميزة. إنها حقًا “جوهرة الشمال الشرقي” التي تستحق الاكتشاف.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=17018