شرح وحل درس انشودة المطر لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني

شرح وحل درس انشودة المطر لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
النص الأدبي: أنشودة المطر
كاتبه (التقديم المادي):
- بدر شاكر السياب: (١٩٢٦-١٩٦٤م):
ولد السيّاب في قرية جيكور جنوب البصرة بالعراق، يعتبره النقاد ومؤزخو الأدب العربي الحديث، مفصلا أساسيا في تطوير القصيدة العربية المعاصرة، حيث يدشّن بتجربته الشعرية حدث ميلاد القصيدة الحديثة دون التخلي عن عناصر الإبداع في الشعر العربي القديم.
درس ببغداد اللّغة العربية وآدابها، ولكنَّه سرعان ما انتسب إلى شعبة الإنجليزية بعد أن تعرف الشعراء الرومانسيين الإنجليز وقرر أن يطلع عليهم في لغتهم الأصلية.
شعر السيّاب صدى لحياته منذ الطفولة وحتى تجربة المنفى ومحنة المرض، من قريته جيكور ونهرها “بويب” إلى بغداد والكويت ومدن أخرى غربيّة زارها للعلاج.
نشر السيَّاب شعره في أهمَ المجلات العربية، مثل “الآداب” و”شعر”، وله ديوان شعر ضمّ كل مجموعاته الشعرية التى نشر بعضها في حياته والآخرى بعد وفاته ، مثل: - أزهار ذابلة (١٩٤٧)، أساطير (١٩٥٠)، حفَار القبور (١٩٥٢)، أنشودة المطر(١٩٦٠) ….. شناشيل ابنة الجلبي(١٩٦٤)
- توفي السيّاب بعد صراع مرير مع المرض الذي راح ينهش جسمه يوم ٢٤ ديسمبر١٩٦٤ بمستشفى في الكويت.
النوع الأدبي: شعر حر
مناسبة القصيدة:
اتخذ بدر شاكر السياب من المطر رمزا واسعا قادرا على حمل هواجس النفس الإنسانية
فيتخذ الشاعر من موطنه العراق حبيبة يتغنى بها ويتمنى أن يعم وطنه الخير والخصب
والنماء منطلقا من همه الفردي الخاص إلى عرض بعض الهموم الاجتماعية مثل: الفقر
والجوع على الرغم من وجود الخير الكثير في بلده.
المقطع الأول: (من البداية حتى أول مرة: مطر مطر مطر)
الفكرة: ذكريات الشاعر الجميلة.
المفردات:
- السحر: قبل الصبح (ج) أسحار.
- ينأى: يبتعد.
- تورق: تكثر أوراقها ” دلالة على الإزهار والإثمار”.
- الكروم: شجر العنب.
•يرجه: يهزه بشدة ويحركه. - المجداف: خشبة يحرك بها القارب (ج) مجاديف.
- وهناً: نصف الليل ووَهِنَ بمعنى أصابه الوجع.
- تنبض: تحرك الشيء في مكانه.
- غور: القعر والعمق (ج) غيران وأغوار.
- تغرقان: يغلب عليها الماء حتى يهلكها.
- الضباب: سحاب يغشى الأرض كالدخان.
- أسى: حزن، شفيف: شديد.
- سرَّح: أرسل.
- ارتعش: ارتجف واضطرب.
- تستفيق: أفاق فلان أي عاد إلى طبيعته من غشية لحقته.
- ملء: قدر ما يأخذه الإناء.
- رعشة: رجفة.
- نشوة: أول السكر والارتياح للأمر والنشاط له والمراد بها الرغبة.
- وحشية: عارمة لا يسيطر عليها.
- تعانق: تحتضن حبًا.
- أقواس: مفردها قوس وهو جزء من محيط الدائرة.
- الغيوم: السحب مفردها غيمة.
- تذوب: تسيل.
- كركر: ضحك بشدة.
- عرائش: مفردها عريشة وهو ما يستظل به.
- دغدغ: غمزة تسبب انفعالًا.
- أنشودة: الشعر المتناشد بين القوم (ج) أناشيد.
يتخيل الشاعر العراق حبيبة له ويتذكر من خلالها ذكرياته الجميلة بها فيتذكر غابات النخيل الشامخة في أواخر الليل بهدوئها وسكونها، فعندما يعم السلام والسعادة في العراق تتحرك كل مباهج الكون وتعزف أنشودة الحياة التي يراها في شجر الكروم الذي كثرت أوراقه وكذلك في الأضواء المنبعثة من القمر التي تتراقص وتتلألاً على سطح الماء عندما
يتحرك المجداف بضعف قبيل الصباح. يتذكر الشاعر لمعان النجوم الخافت الذي يكاد يختفي في الضباب الشديد مما يسود البلاد من حزن شديد للأوضاع العامة فيعم الظلام على البحر والبر وبدأ الشاعر يستشعر بالعراق فشعر بدفء شتاء الوطن ورعشة الخريف فيه فتدور بداخله ملحمة عظيمة يروى من خلالها قصة الحياة بين الموت والميلاد، بين النور والظلام، مما أفاق بداخله الشعور الجارف بالبكاء على هذا الوطن فيشعر بالرغبة الشديدة للتحرر والارتباط بعالم السماء الرحب فيرى بصيص من الأمل المتمثل في المستقبل والطفل، ويعود مرة أخرى فيتذكر طفولته في العراق وقد امتلأ الجو فيها بالسحب الماطرة التي بدأت تقضي على الغيوم فيسقط المطر قطرة قطرة وقد تهلل الأطفال فرحين في عرائش العنب وبدا المطر محركاً لصوت العصافير على الشجر يعزف أنشودة الحرية والخصب والنماء “مطر … مطر …. مطر”.
مواطن الجمال:
- عيناك غابتا نخيل ساعة السحر: شبه عينا الحبيبة بغابتا النخيل وقت السحر للدلالة على الهدوء والسكون.
- أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر: شبه عينا الحبيبة بالشرفتين اللتين بعد عنهما القمر للدلالة على الأمل في التحرر من الليل.
- يلاحظ استخدام الشاعر للجمل الاسمية مما يوحي بالسكون والهدوء ويبدأ يعقبها بالجمل الفعلية التي تسبب الحركة وبدء الحياة وتجددها مثل: “تورق الكروم، ترقص الأضواء، يرجه المجداف، تنبض في غوريهما”.
- استخدام الشاعر للأفعال المضارعة للدلالة على الاستمرارية والدوام.
- عيناك حين تبسمان: تراسل حواس حيث أعطى وظيفة الفم للعين.
استعارة مكنية شبه العين بالإنسان الذي يبتسم. - ترقص الأضواء: استعار مكنية شبه الأضواء بإنسان يرقص.
- ترقص الأضواء كالأقمار في نهر: شبه رقص الأضواء باهتزاز القمر في النهر عندما يتحرك المجداف فوق الماء.
- كأنما تنبض في غوريهما النجوم: استعارة مكنية شبه النجوم بالقلب الذي ينبض.
- وتغرقان في ضباب من أسى شفيف: استعارة تمثيلية شبه النجوم التي تختنق بالضباب بالإنسان الذي يغرق في الحزن الشديد.
- كالبحر سرح اليدين فوقه المساء: استعارة مكنية شبه المساء بالإنسان الذي أرسل يده فوق البحر.
- الموت والميلاد، الظلام والضياء: طباق يوضح المعنى ويبرزه.
- ونشوة وحشية تعانق السماء: وصف النشوة بالوحشية دلالة على عدم قدرته على السيطرة عليها.
- وفيها استعارة مكنية شبه النشوة بالحيوان المفترس، وشبه السماء بالإنسان الذي يعانق، وشبه النشوة بالإنسان الذي يعانق.
- ونشوة وحشية كنشوة الطفل إذا خاف من القمر: شبه النشوة الوحشية بنشوة الطفل عند خوفه من القمر.
- وهنا إشارة لأسطورة خسوف القمر والخوف الذي يدفع الأطفال للغناء والإنشاد والطفل هنا يرمز إلى المستقبل الذي يبشر بالأم.
- كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم: استعارة مكنية شبه السحاب بالإنسان الذي يشرب الغيم.
- وقطرة فقطرة تذوب في المطر: تقديم ما حقه التأخير.
- وكركر الأطفال في عرائش الكروم: كناية عن السعادة التي يحملها المستقبل و تجدد الحياة وولادة العالم الفتي الذي بدأ يلوح في الأفق.
- ودغدغت صمتَ العصافير على الشجر: كناية على الحرية والانطلاق.
- تكرار كلمة مطر يدل على حرص الشاعر على إظهار أثر المطرفي الخصب والنماء.
المقطع الثاني: حتى (يا خليج يا واهب المحار والردى)
الفكرة:المناحي التي تبعث السرور والحزن في نفس الشاعر
المفردات:
- تثاءب: تصنّع الثوباء، الثُوباء حركة للفم لا إرادية من هجوم النوم أو الكسل.
- تسح: تنزل وتنصب.
- الثقال: الشيء الكريه للنفس.
- يهذي: تكلم بغير معقول لمرض.
- أفاق: تنبه.
- لج: ألح ولزم الشيء ولم ينصرف عنه.
- تهامس: تكلم بصوت منخفض.
- التل: ما علا من الأرض (ج) تلال.
- اللحود: مفردها لحد وهو القبر
- تسف: تأكل.
- يلعن: يسب.
- القدر: قضاء الله.
- ينثر: ينشر.
- يأفل: يغيب.
- تنشج: ونَشَجَ الباكي يَنْشِج نَشْجاً ونَشيجاً، إذا غَصَّ بالبكاء في حلقه من غير انتحاب.
- المزاريب: مفردها مزراب وهي مجاري للماء.
- انهمر: سال بشدة، الضياع: الفقد والهلاك.
- المراق: المسال.
- مقلتاك: عيناك.
- تطيفان: تأتيان كالخيال.
- المحار: حيوان بحري ينتج اللؤلؤ.
- تهم: تشرع.
- دثار: ما يتدثر به (يتغطى به) الإنسان من كساء أو غيره.
- واهب: معطي.
- الردى: الموت والهلاك.
- الصدى: رجع الصوت.
الشرح:
يستمر الشاعر في تداعي الذكريات التي تربطه بالوطن في تعبيرات رمزية رائعة، فيرى دخول الليل وما زالت الغيوم تنزل المطر الذي أثقل كاهلها فيرى أبناء العراق الذين استفاقوا من غفوتهم للتحرر يحملون معهم الأمل الذي سيتحقق طالما أصروا عليه وقد أخذ بعض الرفاق البعيدين عن الوطن يتكلمون همسا أن العراق ما زالت في رقادها وذلها وهوانها فالشعب يعاني فيها في يأس وحزن ينعى حظه وقدره يحاول أن يتغلب على قهره بالغناء عندما يغيب القمر منشدا “مطر … مطر.”.
ثم يوضح الشاعر أن المطر يبعث الحزن في نفسه، فعندما ينهمر المطر ويسمع صوت وقع الماء من المزاريب وكأنه بكاء عنيف يشعر الإنسان الوحيد بالضياع والهلاك ولا ينتهي هذا الشعور كالشعور الناجم من رؤية الدم المسال والناس الجوعى أو الشعور بالحب المتجدد والحنين للوطن والشعور النابع من رؤية طفل أو ميت، فالمطر يطلق هذا الشعور
باستمرارية.
تمر علي هذه الأطياف أطياف الوطن مع هطول المطر فأقف أتأمل أمواج الخليج التي تحمل معها الأمل من جديد وقد رأيت الأحرار الذين يعدون أنفسهم لتخليص العراق من الظلم واسترداد ثرواتها المسلوبة وكأنهم سيشرقون بعراق جديد ولكن هذه المحاولات انتهت بالفشل وسالت دماء هؤلاء الأحرار ومن بقى منهم لاجئا بعيدا عن وطنه ليس له إلا أن
ينادي على الخليج الذي يهب الخير والعطاء وكذلك الهلاك لصعوبة الحصول على خيراته ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتفشل هذه الحركات التحررية.
مواطن الجمال:
- تثاءب المساء: استعارة مكنية شبه المساء إنسانًا يتثاءب.
- الغيوم ما تزال تسح ما تسح من دموعها الثقال: استعارة مكنية شبه الغيوم بالمرأة التي تبكي بشدة.
- دموعها الثقال: كناية عن شدة ما يعانيه الوطن من ظلم وقهر.
- كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام: : يربط الشاعر صورة الغيوم التي تذرف الدمع بصورة الطفل الذي فقد أمه ويبكي سائلا عنها.
- يستخدم الشاعر الطفل رمزا للمستقبل الذي يحمل الأمل في الحرية.
- ويستخدم الشاعر الأم رمزا للوطن المستعمر، حين لج في السؤال .. قالوا له بعد غد تعود .. لا بد أن تعود: نلمح إصرار الشاعر وتحدي المناضل الطريد على تحرير الوطن وعودة العراق حرة كما كان.
- وإن تهامس الرفاق: الهمس هنا يدل على مدي الخوف والقلق الذي يملأ النفوس.
- تنام نومة اللحود: كناية عن الموت والخراب الذي حل بالوطن.
- تسف من ترابها وتشرب المطر: كناية عن الذل الذي تعيش فيه العراق.
- كأن صيادا حزينا يجمع الشباك .. ويلعن المياه والقدر .. وينثر الغناء حيث يأفل القمر: ربط الشاعر حال العراق بحال الصياد الذي نصب شباكه للصيد وأتى المطر وخرب عليه الصيد فأخذ يجمع شباكه لاعناً القدر الذي لم يمكنه من صيده، فالصياد رمز للشعب
اليائس الحزين الذي يصارع الحياة. - وينثر الغناء حيث يأفل القمر: كناية عن الألم الذي يعانيه الشعب في وجود الظلم والاحتلال.
- تكرار كلمة “مطر” يدل على الثورة العارمة والصراع.
- أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ وكيف تنشج المزا ريب إذا انهمر؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟: أساليب إنشائية استفهام غرضها التقرير.
- كالدم المراق .. كالجياع .. كالحب .. كالأطفال .. كالموتى: كلمات تحمل ترسبات الماضي في نفس الشاعر مما يوحي بالمفارقات الكامنة بنفسه.
- تمسح البروق سواحل العراق: استعارة مكنية شبه البروق بالإنسان الثائر ضد الظلم.
- النجوم والمحار: كناية عن الثروات الموجودة بالعراق.
- كأنها تهم بالشروق: كناية عن الأمل في زوال المستعمر.
- فيسحب الليل عليها من دم دثار: شبه الليل بالإنسان الذي يغطي، والدم بالغطاء، دلالة على العنف المتواجد في العراق.
- يا خليج، يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى: أسلوب نداء يدل على بعد الشاعر وغربيه عن الوطن.
- اللؤلؤ والمحار والردى: اللؤلؤ والمحار كناية عن مهنة الغوص والتي ارتبطت بالموت للدلالة على صعوبة العيش في العراق.
- كأنه النشيج: كناية عن الألم الذي يعتصر العراق من المستعمر.
- عودة الصدى “يا واهب المحار والردى” تحمل دلالة ضياع خيرات العراق وثرواته.
المقطع الثالث: إلى (عواصفَ الخليج والرعود، منشدين)
الفكرة: الهم الذي يؤرق السياب
المفردات:
- يذخر: خبأ لوقت الحاجة.
- الرعود: صوت السحاب المصطدم المحمل بالمطر.
- البروق: مفردها برق وهوا للمعان الناتج من اصطدام السحب ببعضها.
- فضّ: فض الشيء فرقه، ختمها: ختم النحل أي ملأ خليته عسلًا.
- واختم الشيء أي أتمه.
- ثمود: إشارة إلى قوم ثمود الذين أخذهم الله بالصيحة والرجفة والزلزلة.
- تنن: تتألم.
- المهاجرين: المستعمرين.
- يصارعون: يقاتلون.
- المجاذيف: مفردها مجذاف وهو ما تتحرك به السفينة.
- القلوع: مفردها قلع وهو الشراع.
- عواصف: مفردها عاصفة وهي الريح الشديدة.
الشرح:
في هذا المقطع يوضح السياب الهم الذي سبب له الأرق وهو المستعمر الذي غزا بلاده فنجده يعايش الموقف بالعراق فالثورة قائمة والعراقيون يستعدون للقاء المستعمر وحربه ولكن تفرقوا وتشتت أمرهم فلم يبق إلا صوت المطر الذي يضفي الحزن في النفس وكذلك القرى التي لحقها الدمار من جراء الصراع الذي دار بينهم وبين المستعمر
لاقتلاع خيرات الخليج.
مواطن الجمال: - اسمع العراق: شخص الشاعر العراق بالإنسان الذي يتكلم.
- يذخر الرعود، يخزن البروق: أساليب خبرية تدل على الثورة الموجودة داخل العراق.
- لم تترك الرياح من ثمود في الوادي من أثر: إشارة إلى قوم ثمود الذين أخذهم الله بالصيحة والرجفة والزلزلة وقد التبس الأمر على الشاعر بين قوم عاد وثمود
فعاد هم من أخذوا بالريح الباردة” وهنا لجأ الشاعر إلى استخدام معاني القرآن الكريم”. - أكاد أسمع النخيل يشرب المطر: استعارة مكنية شبه النخيل بالإنسان الذي يشرب.
- أسمع القرى تئن: استعارة مكنية شبه القرى بالإنسان الذي يئن.
- المهاجرين يصارعون عواصف الخليج: شبه أهل العراق بالعواصف في ثورتهم
نقد القصيدة:
الأفكار:
أفكار القصيدة مترابطة، وقد ابرز الشاعر أفكاره من خلال التشخيص والتجسيم والرمز فلم يعبر عنها صراحة ولكن ضمنا حيث نجده يبدأ القصيدة بذكرياته الجميلة في العراق ثم يبين المناحي التي تبعث السرور في حياته والمناحي التي تثير الحزن فيها والأسى، فينطلق مباشرة إلى الهم الذي يؤرقه ويؤرق العراق كلها وهو طمع المستعمر فيها.
العاطفة:
عاطفة الشاعر في هذه القصيدة إنسانية عامة، فهو يريد أن يدفع الخطر عن وطنه المتمثل في المستعمر الغاصب لخيرات بلاده فحب الوطن والانتماء إلى الأرض يشترك فيه جميع الناس، فالعاطفة صادقة ” بين الألم والحزن والأمل والفرحة ” نابعة من حب الشاعر لوطنه وأرضه وشعبه المقهور.
الألفاظ:
استخدم الشاعر الألفاظ السهلة الواضحة موحية فجاءت ملائمة للموضوع، وقد استخدم الشاعر الرمز للتعبير عما يريد دون خوف مثل:
الطفل: رمز للمستقبل الذي يبشر بالأمل، والأم: رمز للوطن، والصياد: رمز للشعب اليائس الذي يصارع الحياة، والمهاجرين: رمز للمستعمرين الذين يغتصبوا ثروات العراق.
الأساليب
تنوعت الأساليب في القصيدة بين الخبرية والإنشائية التي توحي بالصراع المرير والحزن فمن الأساليب الإنشائية أكثر من النداء والاستفهام للتعبير عن الجو النفسي الذي يعيشه الشاعر.
وبالنسبة للأساليب الخبرية نجد الشاعر وفق في استخدام الجمل الاسمية التي توحي بالسكون والهدوء و يعقبها بالجمل الفعلية التي تسبب الحركة وبدء الحياة وتجددها.
وكذلك استعان الشاعر بأسلوب التقديم لما حقه التأخير مثل تقديم الحال كما ضمن الشاعر بعض الأساليب القرآنية ويعاب عليه الخلط بين عاد وثمود.
الصور والأخيلة:
جمع الشاعر بين التصوير الكلي والجزئي لتوضيح الفكرة والتعبير عن المشاعر فنجده يفصّل الصور الكلية بصور جزئية تثري العمل الفني مثل: “عيناك حين تبسمان” صورة كلية فسرها بعدة صور جزئية مثل :”ترقص الأضواء كالأقمار في نهر، كأنما تنبض في غوريهما النجوم، وتغرقان في ضباب من أسى شفيف، كالبحر سرح اليدين فوقه المساء”.
فنلاحظ تداعي الصور الشعرية فالصور تتوالد داخليا لتشكل حشداً هائلا من الصور المبنية على التشبيه والتي تعد بمثابة إشعاعات تومض بصفة دورية.
المحسنات البديعية:
غير متكلفة وقد استخدم الشاعر بعض المتناقضات للتعبير عما بداخله من إحساس كالموت والميلاد، والظلام والضياء، دفء وارتعاشة.
الموسيقى
في القصيدة نوعان من الموسيقى:
١. خارجية ظاهرة: حيث تعتمد هذه القصيدة في بناء الموسيقا الخارجية على تفعيلة بحر الرجز ” مُسْتَفْعِلُنْ ” وصورها: “مُتَفَعِلُنَ، مُسْتَعِلُن، مُسْتَفْعِلْ، مُتَفْعي” المتكررة مرات غير متساوية في كل سطر.
٢. داخلية: الموسيقى الداخلية نوعان:
أ – ظاهرة: وتتمثل في المحسنات البديعية والمتناقضات.
ب- خفية: تتمثل في حسن اختيار الألفاظ الموحية التي تعبر عن الحالة الوجدانية، والمتواليات الصوتية التي تحدث إيقاعاً يتوافق مع الجو النفسي والصور الحية الرائعة وترتيب الأفكار مع صدق العاطفة وقوتها.
الوحدة العضوية:
تتحقق الوحدة العضوية حيث نرى أن حب الوطن والانتماء إليه يدفع الشاعر لدفع خطر المستعمر عن بلاده، ووحدة الجو النفسي والتي تمثلت في الفاجعة والحزن لما آل إليه الوطن الجريح.
الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر:
- اختيار الألفاظ السهلة الموحية المعبرة الموسيقية.
- عدم الالتزام بقافية واحدة.
- الميل إلى التجسيم والتشخيص والاهتمام بالصورة الشعرية.
- التحرر من المحسنات البديعية المتكلفة.
- التجديد في شكل القصيدة.
- البناء على وحدة التفعيلة.
- استخدام الرمز في قصائده.
- التأثر بالآداب الغربية والصينية.
- استخدام الأسطورة أو الحكايات المروية من التراث.
أولا: أسئلة الإعداد المنزلي:
٢. عنوان القصيدة: انشودة المطر يرتبط بمعنى الغناء والابتهال، أما اللازمة هي مادة هذا
الابتهال (مطر مطر مطر).
٣. شبههما بـ(غابتا نخيل – شرفتان السواد، الظلمة، الغموض، العمق).
٤. (ينأى/ يبتعد) (المجذاف/ آلة دفع الفلك في البحر).
(تهامس/ تحادثوا حديثا خافتًا) (الختم/ القفل).
أسئلة الشرح والدلالة:
١.أ.ساعة السحر – القمر.
١ .ب. بيان سواد عيني الموصوفة وجمالها.
٢.أ. السواد في كليهما.
٢ .ب. تشبيه تمثيلي.
٣.أ. ابتسام العينين (عيني الحبيبة).
٣.ب.لمعت الحياة وبثها في الكون.
٤. عشتار/ آلهة الخصب يبعث الحياة في العين بعد موتها.
٥.أ. (أسى: الفر ح وبيض النجوم) (الموت: ميلاد).
(الظلام: الضوء) (دفء: ارتعاشة).
٥.ب.تداخل المفاهيم واختلاطها في وطن الشاعر في ذلك الزمن.
٥.ج. المطر هو رمز الخلاص الذي ينظره الشاعر وشعبه.
٦.أ. الذاتي: الحزن – الحنين للأم – الحدة – الضياع.
الموضوعي: صراع أهل العراق ضد أعدائهم وإحساسهم بالجوع والفقر والضياع.
٦.ب. الذات جزء من المجموعة تعيش نفس الظروف لآخرين بمعاناة الآخرين بالوطن.
٧.أ. تداخل المفاهيم واختلاطها في ذهن الشاعر بسبب عمق المعاناة التي يعيشها مع ابناء و طنه.
٧.ب. المطر رمز للخصب والنماء والثورة التي يطمح الشاعر وأبناء وطنه مما اعتراه.
٨. (عيناك غابتا نخيل،، عيناك حين تبسمان،، وتغرقان،، فتستفيق،، تشب الغيوم .. )
هذه التشبيهات هي محاولة من الشاعر أن يحدد الصورة ويضبط حدودها وكثرتها دلالة على صعوبة ذلك.
٩.مكرر.
١٠. غياب البحر العروضي مع وجود التفعيلة،، تنوع التفعيلات من سطر الى آخر ..
استعمال الشاعر للرموز …
١١. استمرار المعاناة والانتظار،، وانفتاح النص على كثير من الاحتمالات.
١٢. (عيناك غابتا نخيل،،، أتعلمين أي حزن يبعث المطر).
شاهد ايضا
حل وشرح درس خصائص الشعر الحر لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=16309