
وثيقة تقويم تعلم الطلبة لمادة التربية الاسلامية للصفوف من الخامس الى الثاني عشر 2025-2026
تأتي وثيقة تقويم تعلم الطلبة لمادة التربية الإسلامية ضمن جهود وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان لتطوير العملية التعليمية وضمان جودة المخرجات التربوية. فهي تمثل إطاراً مرجعياً شاملاً لقياس نواتج التعلم، وتحسين الأداء التعليمي والتعلمي، وتحقيق التكامل بين الأهداف التربوية والممارسات الصفية. وقد صُممت هذه الوثيقة لتغطي جميع صفوف التعليم من الخامس وحتى الثاني عشر، مما يتيح انتقالاً تدريجياً ومتدرجاً للمهارات والمعارف المطلوبة في كل مرحلة تعليمية.
رابط تنزيل الوثيقة
أهمية التقويم في العملية التعليمية
يعدّ التقويم أحد العناصر الأساسية في المنظومة التعليمية، فهو الأداة التي يمكن من خلالها الحكم على مدى تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية. ولا يقتصر دور التقويم على قياس تحصيل الطالب فقط، بل يمتد ليكون وسيلة لتشخيص نقاط القوة والضعف، وتحديد الاحتياجات الفردية للمتعلمين، ومن ثم تقديم الدعم اللازم لتحسين التعلم. وفي مادة التربية الإسلامية، يصبح للتقويم أهمية خاصة كونه يساهم في تعزيز القيم الإيمانية والسلوكية، ويقيس مدى استيعاب الطالب للمفاهيم الدينية والفقهية والأخلاقية.
مكونات وثيقة التقويم
تتكون الوثيقة من عدة محاور رئيسية تضمن شمولية التقييم لجميع الجوانب التعليمية، وتشمل ما يلي:
- تلاوة القرآن وحفظه
هذا الجانب يقيس قدرة الطلبة على التلاوة الصحيحة وفق أحكام التجويد، وحفظ السور المقررة في كل صف دراسي. يتم تخصيص درجات واضحة لكل جانب (التلاوة والحفظ) مع وضع معايير دقيقة للحكم على الأداء. - المهارات العقلية والعلمية
يشمل هذا المحور قدرة الطالب على الفهم والتحليل والاستنباط وحل المشكلات، إضافة إلى توظيف ما تعلمه في مواقف حياتية مختلفة. كما يتم التركيز على القيم والسلوكيات المستمدة من التعاليم الإسلامية وربطها بالممارسات اليومية للطالب. - الاختبارات القصيرة والنهائية
يتم توزيع الاختبارات بشكل دوري خلال الفصل الدراسي، بحيث تشمل مواقف تطبيقية وأسئلة متنوعة تقيس مدى تحقق نواتج التعلم بشكل مستمر، إضافة إلى الاختبار النهائي الذي يقيس ما اكتسبه الطالب من مهارات ومعارف خلال الفترة الدراسية كاملة. - الملاحظات الصفية
يعتمد هذا العنصر على متابعة أداء الطالب وسلوكه داخل الصف، ومشاركته الفاعلة في الأنشطة الصفية، واحترامه للمعلم وزملائه، وهو جانب مهم لترسيخ القيم التربوية والاجتماعية.
أهمية التقويم الإلكتروني
تؤكد الوثيقة على ضرورة تفعيل أدوات التقويم الإلكتروني لما له من دور في تحسين جودة التعليم وتسهيل عملية جمع البيانات وتحليلها. فالتقويم الإلكتروني يتيح للمعلمين تتبع أداء الطلبة بشكل لحظي، ويعزز سرعة التغذية الراجعة، مما يرفع من كفاءة العملية التعليمية ويجعلها أكثر مرونة وفاعلية.
مهارات المستقبل وتكامل الوثيقة
حرصت الوثيقة على تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين ضمن معايير التقويم، مثل مهارات التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، وحل المشكلات، والعمل التعاوني. ويهدف ذلك إلى إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية، وتطبيق ما يتعلمه في سياقات حياتية حقيقية. كما يتم ربط نتائج التقويم بخطط علاجية للطلبة المتعثرين، وخطط إثرائية للطلبة المتفوقين، مما يضمن مراعاة الفروق الفردية.
أدوار المعلم والمتعلم
تحدد الوثيقة أدوار كل من المعلم والمتعلم في عملية التقويم، حيث يقوم المعلم بالتخطيط المسبق للتقويم، وإعداد أدوات قياس متنوعة، وتقديم تغذية راجعة بنّاءة. أما الطالب، فيُطلب منه أن يكون مشاركاً فاعلاً في عملية التعلم والتقويم، وأن يتحمل مسؤولية تعلمه من خلال التفاعل الإيجابي مع الأنشطة والتكليفات.
أثر الوثيقة على تحسين جودة التعليم
تسهم هذه الوثيقة في رفع مستوى التعليم في سلطنة عُمان، إذ توفر إطاراً واضحاً للمعلمين لتقييم أداء الطلبة بشكل عادل وموضوعي. كما تشجع على تطوير استراتيجيات تدريس مبتكرة تراعي احتياجات الطلبة، وتربط التعليم بالقيم الإسلامية التي تشكل أساس الهوية الوطنية. إضافة إلى ذلك، فإنها تسهم في رفع دافعية الطلبة للتعلم من خلال وضوح المعايير التي يُقيّمون وفقها.
الخاتمة
إن وثيقة تقويم تعلم الطلبة لمادة التربية الإسلامية تمثل نقلة نوعية في تحسين مخرجات التعليم، حيث توازن بين الجانب المعرفي والمهاري والقيمي. وهي أداة فعالة لتمكين المعلمين من متابعة تقدم طلبتهم بدقة، ولتوجيه الجهود نحو تطوير قدراتهم الشاملة، مع ربط ذلك بالقيم الإسلامية التي تعزز الانتماء والهوية. وبذلك تصبح العملية التعليمية أكثر تكاملاً وفاعلية، بما يخدم أهداف رؤية عمان 2040 ويعد جيلاً قادراً على الإسهام في بناء مجتمع معرفي متوازن.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=18459