معلومات عن ولاية صور في سلطنة عمان
تُعد ولاية صور واحدة من أبرز ولايات سلطنة عُمان وأهم مدنها التاريخية، حيث تقع في الجانب الشمالي من الساحل الشرقي للسلطنة. تُعتبر صور عاصمة المنطقة الشرقية وواحدة من أهم البوابات البحرية التي ربطت عُمان بالعالم الخارجي عبر العصور. بفضل موقعها الاستراتيجي على بحر العرب وبحر عُمان، أصبحت مركزًا حيويًا للتجارة البحرية والصيد وصناعة السفن.
الموقع الجغرافي
- الحدود :
- شرقًا: بحر العرب وبحر عُمان.
- غربًا: ولاية وادي بني خالد.
- شمالًا: ولاية قريات (محافظة مسقط).
- جنوبًا: ولايات الكامل والوافي، وجعلان بني بو علي، وجعلان بني بو حسن.
- المسافة عن العاصمة : حوالي 337 كيلومترًا جنوب شرق مسقط.
- التجمعات السكانية : تضم الولاية نحو 74 تجمعًا سكانيًا ، منها صور المركز الإداري، بالإضافة إلى بر بويرة، الغليلة، طيوي، وقلهات .
تاريخ صور العريق
تشتهر صور بتاريخها البحري الطويل الذي يعود إلى آلاف السنين، حيث كانت مركزًا حضاريًا وتجاريًا مهمًا:
- عهد مالك بن فهم الأزدي : اتخذ صور عاصمة لمملكته في عام 2500 قبل الميلاد .
- الروابط الحضارية : كانت صور مستوطنة فينيقية، مما أدى إلى إنشاء مدينة تحمل نفس الاسم في جنوب لبنان.
- الإبحار والتجارة : سيطرت أساطيل صور الشراعية على التجارة في الخليج وما وراءه، حيث نقلت المنتجات العمانية إلى الهند، الصين، وشرق أفريقيا.
المعالم السياحية والأثرية
تتمتع صور بثروة تاريخية وطبيعية تجعلها وجهة سياحية مميزة:
1. المعالم الأثرية
- قلعة الرفصة : كانت تستخدم لحراسة البوابة الرئيسية للولاية.
- حصن بلاد صور : كان مقراً للولاة وموقعاً للاحتفالات الوطنية.
- حصون أخرى : مثل حصن سنيسلة، حصن رأس الحد، وحصن العيجة.
- أبراج الجبال : مثل أبراج جبل الفوارس وسكيكره.
2. المعالم الطبيعية
- خور البطح وخور الحجر وخور جراما : مواقع بحرية تحتضن أشجار القرم والمرجان.
- كهوف : مثل كهف خشلة مقندلي (مجلس الجن)، أحد أكبر الكهوف في العالم.
- وديان : مثل وادي شاب، وادي طيوي، ووادي المنقال.
3. محمية رأس الحد
- موطن لأنواع نادرة من السلاحف الخضراء والطيور المهاجرة مثل النورس والخرشنة.
- تعتبر من أهم المشاريع البيئية لحماية الحياة البرية والبحرية.
4. المنارات
- منارة رأس الميل في منطقة العيجة: معلم سياحي مهم يعكس التراث البحري للولاية.
الحرف والصناعات التقليدية
تعكس صور ثراء التراث العماني من خلال الحرف والصناعات التقليدية التي لا تزال قائمة حتى اليوم:
- صناعة السفن : مثل الغنجة، السنبوق، البغلة، والبوم . وقد اتخذت الولاية سفينة الغنجة شعارًا لها.
- النسيج : إنتاج الأزار السباعية، الشوادر، والحصر العمانية.
- الصياغة : صناعة الحلي النسائية والخناجر التقليدية.
- صيد الأسماك : النشاط الاقتصادي الرئيسي للسكان.
- الزراعة : تعتمد على الأفلاج التي تغذي المزروعات.
الأفلاج: جزء من التراث العالمي
تمتلك صور 107 فلجًا ، منها 106 أفلاج حية ، وأبرزها:
- فلج الجيلة : تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2006م .
الخدمات الحكومية
شهدت صور تطورًا كبيرًا في البنية التحتية والخدمات:
- الصحة : مستشفى صور المركزي (240 سريرًا) وأربعة مراكز صحية.
- التعليم : 26 مدرسة تغطي جميع المراحل التعليمية، بالإضافة إلى كلية للعلوم التطبيقية ومعهد للتدريب المهني.
- النقل : أول جسر معلق في السلطنة والخليج العربي، وهو جسر خور البطح في منطقة العيجة.
- المرافق العامة : ملاعب، حدائق، وشبكة صرف صحي حديثة.
الرياضة والثقافة
- الأندية الرياضية : مثل نادي الطليعة (1962)، نادي العروبة (1970)، ونادي صور (1972).
- الفنون التقليدية : مثل الرزحة، الميدان، الطمبورة، والشرح.
الموارد الطبيعية
- الحياة البرية : الأرانب البرية، الثعالب الحمراء، والغزلان.
- الأشجار : أشجار القرم والمرجان في خور جراما.
- الأسماك والقشريات : متنوعة ومتاحة في المياه الساحلية.
الرؤية المستقبلية
مع استمرار الجهود الحكومية لتطوير البنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة، تسعى صور إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية واقتصادية. كما أن موقعها الاستراتيجي يجعلها محطة مهمة للتجارة والأنشطة البحرية.
ختامًا
ولاية صور ليست مجرد مدينة ساحلية، بل هي رمز للتاريخ العماني العريق والتطور الحديث. سواء كنت تبحث عن استكشاف الطبيعة أو التعرف على التراث البحري العُماني، فإن صور تقدم تجربة فريدة ومميزة لكل زائر. إنها حقًا “درة الساحل الشرقي” التي تجمع بين الماضي والحاضر بكل جمالهما.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=17002
