نسب وأماكن تواجد قبيلة العبري في سلطنة عُمان
تُعد قبيلة العبري من القبائل العُمانية العريقة التي تحتل مكانة بارزة في التاريخ الاجتماعي للسلطنة، وقد ارتبط اسمها بعدد من الشخصيات والعلماء والمواقف الوطنية التي سجلها التاريخ. ومن خلال هذا المقال نسلط الضوء على نسب القبيلة وأماكن تواجدها، مع الإشارة إلى بعض ملامحها الثقافية والاجتماعية.
النسب:
قبيلة العبري هي قبيلة أزدية قحطانية، ويتصل نسبها إلى عبرة بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر الأزدي، وهذا النسب يعكس الانتماء العميق إلى قبائل الأزد الشهيرة، التي كان لها حضور مؤثر في الجزيرة العربية وعُمان منذ العصور الإسلامية المبكرة.
الأزد هم من أعمدة القبائل القحطانية التي سكنت جنوب الجزيرة، وكانت لهم مساهمات حضارية كبرى في التاريخ الإسلامي، وقد كان لبطونهم المختلفة دور بارز في الفتوحات، ونشر الإسلام، وإرساء قواعد العلم والحكم.
أماكن التواجد:
تنتشر قبيلة العبري في ثلاث ولايات رئيسية في سلطنة عُمان:
- ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، وتُعد من أهم مواطن القبيلة، ومنها استمدت القبيلة اسمها وارتبطت جغرافياً بها.
- ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية، حيث توجد عائلات كثيرة من بني عبري حافظت على امتداد النسب والروابط الاجتماعية داخل الولاية.
- ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، وهي من المواطن التي استوطن فيها بنو عبري منذ القدم ضمن حراكهم داخل عُمان.
الهوية الثقافية والاجتماعية:
تُعرف قبيلة العبري بصفات متميزة مثل الاعتزاز بالنسب، والتماسك الاجتماعي، والتمسك بالتقاليد الأصيلة. كما تُعرف القبيلة بتسمية أفرادها بـ”العبري”، وهو المفرد المستخدم للدلالة على الانتماء للقبيلة، وتُشتهر القبيلة في التراث الشعبي بتغيورة “المغزل”، وهي رمز شعبي يدل على المهارة والدقة، وتحمل بُعدًا ثقافيًا في المجتمعات الريفية العُمانية.
كما أن للعبريين بصمات واضحة في مجالات العلم والدين والقضاء في عمان، وقد برز منهم عدد من الفقهاء والعلماء والقضاة على مر العصور، وكان لهم دور في نهضة الفكر الديني والفقهي، خصوصًا في المدارس الإباضية.
خاتمة:
قبيلة العبري تمثل أحد الأركان التاريخية في البنية القبلية العُمانية، وقد ساهمت في حفظ الموروث الثقافي والاجتماعي للمنطقة، مع المحافظة على توازن بين الأصالة والانتماء، وبين المعاصرة والانخراط في الحياة الحديثة لعُمان. وتمثل ولايات عبري والحمراء والرستاق اليوم مراكز حيوية لحضور هذه القبيلة، التي تواصل أداء دورها في بناء الوطن والحفاظ على تراثه العريق.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=16721