
ولاية دما والطائين بمحافظة شمال الشرقية
ولاية دماء والطائيين: جوهرة الجبال والتراث
تعد ولاية دماء والطائيين، الواقعة في محافظة شمال الشرقية بسلطنة عمان، واحدة من المناطق التي تجمع بين الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق. فهي منطقة غنية بالتنوع الجغرافي والثقافي، مما يجعلها وجهة مميزة للسياح والباحثين عن استكشاف التراث العماني الأصيل.
الموقع الجغرافي والحدود:
- الشمال: تحدها ولاية قريات التابعة لمحافظة مسقط.
- الجنوب: تحدها ولاية إبراء.
- الشرق: تحدها ولايتا القابل وبدية.
- الغرب: تحدها ولايتا المضيبي وبدبد.
تقع الولاية على بعد حوالي 170 كم عن العاصمة مسقط، وتتموضع بين سلسلة جبال الحجر الشرقي، مما يمنحها طابعًا جبليًا فريدًا.
التسمية التاريخية:
ترجع تسمية “وادي الطائيين” إلى انهيار سد مأرب في اليمن، حيث انتقلت قبيلة طيء إلى المنطقة واستقرت بها، ليصبح اسمها شاهدًا على هذا الحدث التاريخي الهام.
السكان والمجتمع:
يبلغ عدد سكان ولاية دماء والطائيين حوالي 19,442 نسمة، يتوزعون على 51 قرية وما يقارب 112 تجمعًا سكنيًا. ومن أبرز هذه التجمعات:
- محلاح.
- الغبيرة.
- الخطم.
- الحاجر.
- اسماعية.
يعيش السكان في تناغم مع البيئة المحلية، ويحافظون على تقاليدهم الثقافية وفنونهم الشعبية.
المعالم الطبيعية:
1. الجبال:
- الجبل الأبيض: واحد من أهم المعالم الجبلية في الولاية، يتميز بجماله الطبيعي وارتفاعه الشاهق.
2. الكهوف:
- كهف بوهبان: أحد الكهوف الشهيرة التي تجذب الزوار بجمالها الطبيعي وأسرارها الجيولوجية.
3. الأودية:
- وادي ضيقة: يُعتبر من الأودية الرئيسية في الولاية، ويتميز بطبيعته الخضراء ومياهه الجارية.
4. العيون المائية:
تحتوي الولاية على العديد من العيون الطبيعية التي توفر المياه النقية للسكان. ومن أبرز العيون:
- عين المر.
- عين السخنة.
- عين المسفاة.
- عين عجماء.
- عين العجف.
- عين المدبغة.
- عين تماه.
- عين مقطع.
- عين الزرقاء.
الأفلاج:
تعتمد ولاية دماء والطائيين بشكل كبير على نظام الأفلاج في الري والاستعمالات اليومية. تحتوي الولاية على حوالي 224 فلجًا، منها 187 فلجًا حيًا ما زالت تعمل حتى اليوم.
المواقع التاريخية:
ولاية دماء والطائيين غنية بالمواقع الأثرية والتاريخية التي تعكس عراقة المنطقة:
- حصن بلدة الحمام.
- حصن بلدة خبة.
- حصن بلدة الحصن.
هذه الحصون كانت مركزًا للدفاع والإدارة في الماضي، وتشهد على الدور التاريخي الذي لعبته الولاية عبر العصور.
الشخصيات التاريخية:
ترتبط تاريخ الولاية بعدد من الشخصيات البارزة التي تركت بصمة في التاريخ العماني، مثل:
- هلال بن سعيد ابن عرابه (1273هـ/1857).
- سيف بن حمود البطاشي (ت:1420هـ/1999م).
الحرف والصناعات التقليدية:
السكان المحليون يمارسون مجموعة متنوعة من الحرف والصناعات التقليدية التي تعكس ارتباطهم الوثيق بالبيئة المحلية:
- الزراعة: تعد الزراعة النشاط الرئيسي للسكان، خاصة زراعة التمور التي تنضج مبكرًا بحوالي شهر، مما يوفر عائدًا ماليًا جيدًا لأصحاب المزارع.
- تربية الحيوانات: تتناسب البيئة مع تربية الثروة الحيوانية، مما يجعلها مصدرًا رئيسيًا للدخل.
- صناعة الفخار: تُنتج الولاية مشغولات فخارية تقليدية تُستخدم في الحياة اليومية.
- النسيج: إنتاج الملابس التقليدية والمشغولات اليدوية.
- صياغة الحلي: مثل صناعة الحلي الذهبية والفضية.
- الحدادة: تُستخدم في صناعة الأدوات الزراعية والأسلحة التقليدية.
الفنون الشعبية:
ولاية دماء والطائيين مشهورة بمجموعة من الفنون الشعبية التي تعكس هويتها الثقافية:
- الرزحة: فن شعبي يعبر عن القيم الاجتماعية.
- العازي: فن شعري غنائي تقليدي.
- الزفة: تُؤدى في المناسبات الاجتماعية والأعراس.
الخدمات الحكومية:
في ظل النهضة الحديثة، حظيت ولاية دماء والطائيين بالعديد من الخدمات الحكومية التي تسهم في تحسين جودة الحياة للسكان:
- الرعاية الصحية: يوجد مستشفى دماء والطائيين الذي يقدم خدمات طبية شاملة.
- التعليم: تحتوي الولاية على 7 مدارس متنوعة بين البنين والبنات، تخدم المراحل التعليمية الثلاث.
- المكاتب الحكومية: تضم الولاية عددًا من المكاتب والمراكز الحكومية التي تقدم خدمات ضرورية للمواطنين.
أهمية دماء والطائيين في التاريخ العماني:
ولاية دماء والطائيين ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي جزء لا يتجزأ من التاريخ العماني العريق. الحصون والأفلاج والعيون المائية جميعها تشير إلى الدور التاريخي المهم الذي لعبته الولاية في العصور الماضية.
ختامًا:
ولاية دماء والطائيين هي مزيج رائع بين الطبيعة الخلابة، التراث العريق، والثقافة الأصيلة. إنها وجهة سياحية تقدم تجربة فريدة لعشاق التاريخ والطبيعة والمغامرات. سواء كنت تبحث عن الاستجمام في العيون المائية، أو استكشاف الكهوف الغامضة، أو الغوص في أعماق التراث العماني، فإن دماء والطائيين هو المكان المثالي لذلك.
الخلاصة: دماء والطائيين تمثل لوحة فنية تجمع بين الجمال الطبيعي والعمق التاريخي. إنها وجهة تحتفي بتاريخ عمان وحاضرها، وتدعو الجميع لاكتشاف ما تملكه من كنوز طبيعية وثقافية.
الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=17030