اسلاميةالثامنحلول واجابات

حل الدرس السابع الاناة لمادة التربية الاسلامية ديني قيمي للصف الثامن الفصل الدراسي الاول المنهج العماني الوحدة الاولى

نقدم لكم حل الدرس السابع الاناة لمادة التربية الاسلامية ديني قيمي للصف الثامن الفصل الدراسي الاول المنهج العماني الوحدة الاولى

قصَّ اللهُ تعالى علينا في سورةِ النَّملِ عن سيِّدِنا سليمانَ أنَّه حشرَ جنودَه من الجنِّ والإنس والطيرِ يومًا في موكبٍ عظيم، ثُمَّ أخذَ يتفقَّدُ الطيرَ فلَمْ يجد الهُدهدَ، وكانَ قائدًا يقظًّا حازَّما فسألَ عنه، وحين تثبَّتَ من غيابِه توعَّدَه بالعذابِ فقالَ: ﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ (النمل: ٢١)، ثم لمَّا ساقَ له عذرَه، وجاءَه بنبأ يقينٍ من سبأ تريَّثَ و﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ (النمل: ٢٧)، في هذا الموقفِ برزتٌ عِدَّةُ صفاتٍ في النبيِّ القائدِ سليمانَ عليه السلام منها الأناةُ في إصدارِ الأحكامِ، فهو لَمْ يقضِ في شأنِ الهُدهدِ قبلَ أَنْ يسمعَ حجتَه ويتبيَّنَ عذرَه، كما أنَّه تدرَّجَ في إصدارِ العقوبةِ حتَّى وَصَلَ إلى العفوِ الشاملِ لو أتى الهدهدُ بحُجَّةٍ مقنعةٍ، ولا شكَّ أنَّ هذا من التُّؤْدَة.

والأناةُ خَصلةَ عظيمةَ يتّصفَ بها أصحابُ العقلِ والرزانةِ، وهي ركنٌ من أركانِ الحكمةِ بخلافِ التَّسرُّعِ الذي يُنبىُّ عن غيابِ الإرادةِ القويةِ القادرةِ على ضبطِ النفسِ تجاهَ الانفعالاتِ العجولةِ، فمن خلالِ الأناة يُحكِمُ الإنسانُ أمورَه، ويضعُ الأشياءَ في مواضعِها الصحيحةِ. وقد ذَمَّ اللهُ تعالى الاستعجالَ، ومدحَ الأناةَ وأمرَ بها، وعملَ على تربيةِ المسلمين عليها، فقالَ لنبيِّهِ الكريم ؛ تطمينًا له وتوجيهًا عندَ تلقِّي الوحي: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ﴾ (القيامة: ١٦-١٧)،، كما بيَّنَ الرسولُ محبةَ اللهِ تعالى لهذا الخُلُقِ عندما قالَ لأشَجُّ عبدِ القيسِ: (إنَّ فيك خَصلتيْنِ يُحبُّهُما اللهُ: الحِلْم والأَناة))

وليسَ للأناة مدةٌ زمنيةَ ثابتةَ؛ ولكنَّها تختلفُ باختلافِ حاجةِ الأشياءِ التي تستدعيها النتائجُ المطلوبةُ؛ فالأمورُ مربوطةٌ بأوقاتِها، والعجلةُ فيها دليلٌ على قلَّةِ الصبرِ، ونقص الحكمةِ، والتباطؤُ فيها دليلٌ على ضعفِ الهمَّةِ والإخلادِ إلى الراحةِ والكسلِ.

وقُصِدَت الأناةُ للاستبصارِ والتأمُّلِ والنظرِ في العواقبِ؛ فالإنسانُ إذا أبصرَ عاقبة العجلةِ أمِنَ الندامةَ، ولا يكونُ ذلك إلا بتدبُّرٍ جميعِ الأمورِ التي تَعْرِضُ لَهُ، فإذا كانتْ رشدًا وصوابًا فليمضٍ، وإذا كانتْ غيًّا وظنًّا فليقفْ حتَّى يتَّضحَ له الحقُّ؛ فعدمُ التأنِّي قد يؤدِّي إلى كثيرٍ من العواقبِ، فقد يسمعُ الإنسانُ خبرًا، أو يقرأُ نبأً، فيسارعُ إلى تصديقِه، ويبني على ذلك بعضَ ردودِ الأفعالِ، ثم يتبيَّنُ له أَنَّ الخبرَ كاذبٌ أو مبالغٌ فيه، أو يُقصَدُ به غيرُ ما فَهِمَهُ، فيشعرُ بالندم، وقد يصابُ الإنسانُ بأذَّى دونَ أَنْ يعرِفَ مصدرَه، فيظنُّ ظنَّ السَّوءِ في هذا، أو يسارعُ إلى اتِّهامِ ذاك، ولو أنَّه تأنَّى وتبيَّنَ، لأدركَ مصدرَ الأذى، فيكونَ على بينة وبرهان، فلا يُفسدُ علاقتَه بمَن حولَهُ، لذلكَ على الإنسان أَن يدرِّبَ نفسَه، ويأخذَ بالأسبابِ الَّتي تُستجلَبُ بها الأناةُ، مثلُ: الصبرِ، ومصاحبةِ أهلِ الصلاحِ، ودعاءِ اللهِ تعالى أَنْ يهديَه لأحسنِ الخُلُقِ، فقد كانَ النبيُّ يدعو ربَّه قائلا: ((واهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنت)).

والتأنِّي مطلوبٌ في كلِّ أمورِ الدنيا إلا ما تعلَّقَ بالآخرةِ، فقد رُوِيَ عن النبيِّ أنَّه قالَ: ((التُؤدَةُ في كلِّ شيءٍ، إلا في عملِ الآخرةِ) فلا بُدَّ فيه من المنافسةِ والمسابقةِ والمسارعةِ ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿أُو۟لَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ﴾ (المؤمنون:٦١).

اجابة نشاط اتعاون مع زملائي

نتأملُ النصوصَ الشرعيةَ الآتيةَ، ثُمَّ نستخلصُ منها بعضَ المواضعِ الَّتي ينبغي أَنْ يتأنَّى فيها الإنسانُ:

1- عن أبي هريرة أن رجلًا دَخَلَ المَسْجِدَ يُصَلِّي، ورَسولُ اللهِ في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عليه، فَرَدَّ فَقَالَ له: ((ارْجِعْ فَصَلٌّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)) فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: ((وعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلٍّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ))، قَالَ في الثَّالِثَةِ: فأعلِمْني،
قَالَ: ((إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ، فأسْبِغِ الوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، فَكَبِّرْ واقْرَاْ بما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ اركَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا … )».

البخاري، الصحيح، رقم الحديث: ٦٦٦٧،

الاجابة: أداء العبادة

2- قالَ رسولُ اللهِ : ((يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لي» البخاري، الصحيح، رقم الحديث: ٠٦٣٤٠

الاجابة: الدعاء

3- ﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَوْنٗا﴾
(الفرقان: 63)

الاجابة: المشي

4- عن عائشةَ أنها قالت: (( … إنَّ رَسولَ اللهِ ََصلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الحَدِيثَ کَسَرْدِكُمْ»
البخاري، الصحيح، رقم الحديث: ٣٥٦٨.

الاجابة: الحديث أو الكلام

5- قالَ رسولُ اللهِ : ((كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أن يُحَدِّثَ بكلِّ ما سَمِعَ» مسلم، الصحيح، رقم الحديث: ٥.

الاجابة: نقل الخبر

اجابة نشاط: اتعلم لاطبق

أقرأُ الموقفَ الآتيَ، ثُمَّ أشرحُ كيفَ أستفيدُ منه في التأنَي عندَ حُكمي على الآخرينَ:

شَهِدَ رجلٌ عندَ عمرَ بنِ الخطّابِ قْْنُئه بشهادَةٍ، فقالَ لهُ: لستُ أعرِفُكَ، ولا يضرُّكَ أنْ لا أعرفَكَ، ائتِ بمَنْ يعرفُكَ، فقالَ رجلٌ مِن القوم: أنا أعرفُه، قالَ: بأيِّ شيءٍ تعرفُه؟ قالَ: بالعدالةِ والفضلِ، فقالَ: فَهُوَ جَارُكَ الذي تعرفُ ليلَهُ ونهارَهُ، ومدخلَهُ، ومخرجَهُ؟ قالَ: لا، قالَ: فعاملتَهُ بالدّينارِ، والدّرهمِ اللَّذينِ بِهِما يستدلُّ على الورعِ؟ قالَ: لا، قالَ: فرفيقُكَ في السَّفرِ الذي يستدلُّ بهِ على مكارمِ الأخلاقِ؟ قالَ: لا، قالَ: لستَ تعرفُهُ، ثُمَّ قالَ للرَّجلِ: ائتِ بمَن يعرفُكَ.
البيهقيُّ، أبو بكرِ أحمدُ بنُ الحسينِ، السننُ الكُبرى، ج١٠، ص٢١٣، رقم: ٢٠٤٠٠

الاجابة: أن أتأنى عند حكمي على الآخرين، ولا أتعجل بالحكم عليهم بالصلاح، أو غيره إلا بعد المصاحبة والتجربة،
فلا تغرني المظاهر الخارجية.

اجابات انشطة اقيم تعلمي

1- الأناةُ خَصلةٌ تُبعِدُ صاحبَها عن التسرُّع، لكنَّها لا تعني التباطؤ (أو التكاسل) .
2- الأناةُ مؤشِّرٌ على رجاحة عقلِ الإنسانِ.
3- وَجَّهَ الإسلامُ إلى التأنّي في الاختيارِ بين الأمورِ، وأرشدَ إلى الاستشارةِ و الاستخارة.

ثانیًا: وضحْ:
1- الأناةُ ثمرةٌ لتوفُّرِ صفاتٍ كريمةٍ في الإنسانِ مِنْ أهمِّها الصَّبرُ.

الاجابة: الأناة هي نتاج لتوفر بعض الصفات التي تربي في الإنسان هذا الخلق العظيم، فالصبر يعوِّد الإنسان على التجلّد وحسن الاحتمال، وخلق الأناة يحتاج إلى ضبط نفس، وتحمل فلا ينساق الإنسان لانفعالاته العجولة.

2- توجدُ عَلاقةٌ بينَ التأنِّي وإتقانِ العملِ.
الاجابة: إتقان العمل يحتاج إلى تأنٌّ، حتى يخرج المنتج بجودة عالية.

ثالثًا: اشرحْ كيفَ تطبَّقُ خُلُقَ التأنِّي فيما يأتي:

1- الذهاب الى الصلاة:

الاجابة: أتوجه للصلاة بسكينة ووقار وما فاتني منها أستدركه.

2-تعلم القران الكريم

الاجابة: أتريث ولا أتعجل، وأحرص على تجويد تلاوتي مراعيًا المخارج والأحكام.

3- اختيار المسار التعليمي

الاجابة: أتريث وأدرس الخيارات جيدا قبل اختيار مساري التعليمي؛ لأن ذلك سيحدد الوظيفة أو العمل الذي
سأكون عليه في المستقبل.

رابعًا: وَجَه نصيحتك في الحالتينِ الاتيتينِ:

1- تتسرَّعُ في أمورِها كلِّها، وعندَ نُصْحِها بالتأنِّي تردُّ: بِأَنَّ هذه طبيعتي.

الاجابة: عليكِ أن تُدرِّبي نفسَكِ على التأني، وتصبري على ذلك.

2- يتأخرُ دائمًا في تسليمِ الأعمالِ الموكلةِ إليه بحُجَّةِ الأناةِ.

الاجابة: الأناة لا تعني التباطؤ، فذلك من سوء التدبير، فعليك أن تضبط أمورك، ولا تتباطأ.

خامسًا: استخلص العبرةَ مِنَ المقولةِ الآتيةِ:

(قالَ بعضُ الحكماءِ: إيَّاكَ والعَجَلَةَ؛ فإنَّ العربَ كانتْ تكنِّيُها أمَّ الندامةِ؛ لأنَّ صاحبَها يقولُ قبلَ أَنْ يعلمَ، ويجيبُ قبلَ أَنْ يفهمَ، ويعزمُ قبل أَنْ يفكِّرَ، ويقطعُ قبلَ أن يقدِّرَ، ويحمَدُ قبلَ أَنْ يجرِّبَ، ويذمُّ قبلَ أَنْ يَخْبُرَ، ولَنْ يصحبَ هذه الصِّفةَ أحدٌ إلّا صحبَ النَّدامةَ، واعتزلَ السَّلامةَ).
القيرواني، أبو إسحاق إبراهيم بن علي، زهر الآداب وثمر الألباب، ج٤، ص٩٤٢.

الاجابة: الندم عاقبة العجلة وعدم التأني

الرابط المختصر للمقال: https://oman22.com/?p=18991

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى